كأنهم ذئاب عثروا علي فريسة لم يفكروا سوي في إلتهامها دون أدني رحمة ليتركوها تتمني الموت بعدما تعرضت له من امتهان لكرامتها وتعذيب جسدي، بعد أن قررت أن تخرج بصحبة حبيبها الذي اصطحبها داخل سيارته إلي منطقة كرداسة، معتقدة أنها ستنهل من الحب، وتقضي لحظات سعيدة بصحبته، ولم تعرف أن القدر بانتظارها وزبانية الشيطان قد جعلوا من تلك المنطقة وكرا لهم. هي فتاة كغيرها من الفتيات أنهت دراستها الجامعية، واتجهت إلي سوق العمل تبحث عن ذاتها، ونظرا لما يمر به الشباب والفتيات وقلة فرص العمل عملت جليسة أطفال لدي أسرة بمنطقة 6 أكتوبر، ولأنها تحلم بأن تكون زوجة ارتبطت بعلاقة عاطفية بمهندس شاب، وكانا يلتقيان كل فترة، يتبادلان عبارات الحب، ويخرجان مستقلين سيارته الملاكي، وكانت تحلم بيوم زفافها الذي تنتظره جميع الفتيات، وفي إحدي لقاءاتهما وفي أثناء سيرهما في الطريق بمنطقة كرداسة وفي أثناء الحديث معا توقفا بالسيارة يتبادلان الكلمات حول مستقبلهما، وتجهيز الشقة للزواج، وبعدها فوجئا بعدد من الذئاب البشرية يداهمون السيارة، وقاموا باختطاف الفريسة، وتعدوا علي حبيبها بالضرب، وأتلفوا سيارته، وفروا بالفتاة داخل المنطقة الزراعية بعدما هددوا الشاب بالقتل، فهرول مسرعا ليحضر عددا من أصدقائه لإنقاذها من بين أيديهم إلا أنهم فروا هاربين داخل الزراعات وتناوبوا الاعتداء عليها، وكأنهم حيوانات مفترسة عثروا علي فريستهم وهم جوعي، دون أن تأخذهم بها رحمة أو شفقة يستمتعون بالحرام، دون النظر لتوسلاتها لهم بأن يتركوها تعود إلي منزلها، ثم ألقوا بها في حالة إعياء شديد بالطريق لينتشلها المارة، وينقلوها إلي المستشفي، وأبلغوا أسرتها، وخوفا من الفضيحة خشيت أن تخبر أسرتها بأنها كانت بصحبة حبيبها وقررت أن المتهمين اختطفوها أثناء عودتها من عملها بأكتوبر، واصطحبها والدها إلي قسم شرطة كرداسة وأمام المقدم إسلام سمير رئيس مباحث كرداسة روت الواقعة علي أنه تم اختطافها أثناء عودتها من عملها، إلا أنه بحسه الشرطي شعر بأن هناك شيئا غامضا وفور إخطار اللواء عصام سعد مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة أمر بتشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، وفي أثناء مراجعة الفتاة المجني عليها روت الواقعة الحقيقية بأنها كانت بصحبة مهندس علي علاقة عاطفية بها وتقابلا ببولاق الدكرور واصطحبها داخل سيارته إلي منطقة الواقعة، وأثناء توقفهما بالسيارة فوجئا بالجناة، وأدلت بأوصافهم حيث تمكن فريق البحث بقيادة اللواء رضا العمدة نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة من تحديدهم. وقرر المهندس الشاب الذي كان موجودا برفقة الفتاة وقت اختطافها أنه في أثناء وجود الفتاة المجني عليها برفقته داخل سيارته متوقفين علي جانب الطريق بكرداسة فوجئوا ب 5 أشخاص يحاولون أخذ الفتاة عنوة فقام بمقاومتهم إلا أنهم تعدوا عليه بالضرب وحطموا سيارته واختطفوا الفتاة تحت تهديد أسلحة بيضاء وفروا هاربين من أمامه واستكمل الشاب قائلا إنه أسرع إلي منطقة سكنه وأحضر عددا من الرجال وعاد لإنقاذ محبوبته إلا أنه لم يعثر عليها. وتمكن رجال الأمن بإشراف اللواء مصطفي عصام نائب مدير أمن الجيزة من تحديد هويتهم وإلقاء القبض على 3 منهم بينهم سائقان سبق اتهامهما في قضايا مخدرات وعاطل ويكثف رجال الأمن جهودهم لضبط باقي الهاربين، بينما بقيت الضحية في حالة إعياء شديد وصدمة نفسية وعصبية من هول ما تعرضت له علي أيدي ذئاب بشرية هم أقرب للحيوانات منهم إلي البشر.