كتبت داليا منشاوي: تحت شعار فن واقعي أو نتحدث لغة الشارع, تتضمن الأعمال الفنية العديد من الألفاظ الخارجة, لتتحول إلي لغة الشوارع, والفارق كبير كما يؤكده الكاتب والسيناريست بشير الديك فيقول, لا يمكن الادعاء أننا نقرب للواقع بالهبل والاستخفاف, فالفن عليه أن يرقي ويرتقي بمستوي الناس في كل مناحي الحياة من طريقة الملبس والأكل والكلام وغيره, التخلي عن خصائصهم, فالناس في الواقع الحقيقي ليسوا بهذا القبح, وما يحدث في الدراما, هو شغل عيال ليست عندها عمق للواقع ولا للفن الذي يكاد يكون دوره مقدسا في الارتقاء بالذوق العام علي اعتبار أن الفنان طليعة في الايجابيات, وليس في السفالة, هذه ليست شطارة هذه قلة أدب وتخلي عن الرسالة والدور الوطني للفن. لكن د.سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية يري أن المبدعين المصريين, بعد صمت دام عام ونصف, أرادوا أن يقولوا رأيهم في اللحظة الراهنة, فالمسلسلات من فرط ملامستها للواقع وحرصها عليه, جعلت العامية المصرية الخشنة والألفاظ المكشوفة تظهر في بعض الأعمال, وهناك ألفاظ في البروموهات حذفت ولن توجد في المسلسل نفسه, نتمني أن نعتاد التعامل مع الأعمال الفنية ومناقشتها من خلال القوانين والأحكام الدرامية, وليست القوانين الأخلاقية, فلا يجوز الحكم, وهي لم تكتمل بعد, ولا يجوز استخراج كلمة في لحظة سلوكية معينة علي لسان شخصية يحاسب عليها, فهي لا تمثل كل مفرداته, والاقتطاع يخل بالحكم, لأنك تجزأ شيئا من سياقه, أطالب الناس والنقاد بالتقييم في نهاية العمل.. وتعبر د.سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس عن مدي استيائها من تسابق المسلسلات هذا العام للهبوط بالذوق العام, وتري أن الدراما يجب أن تسمو في هذا الشهر الفضيل, فقد فاقت لغة الشارع, كما في حوار بين زوج وزوجته بلغة وألفاظ فاقت الحدود, من الممكن أن يتأثر بها مشاهد, ويقلدها في لحظة توتر شديد, كما نجد في بداية تترات أحد المسلسلات اعتذارا عما جاء بالمسلسل من ألفاظ, هذا الاعتذار جيد في شكله ولكن فارغ من المضمون, لأنه لا يصح أن أتسبب في كارثة, ثم اعتذر, تحت شعار نقل الواقع.