رفض الفنان كمال أبو رية إقحام مشاهد لثورة25 يناير في مسلسله لحظة ميلاد مشيرا إلي أن المخرج وليد عبد العال طرح عليه وضع بعض مشاهد للشخصية الرئيسة في العمل في ميدان التحرير لكنه وجد أن هذا يعد إقحاما دراميا ليس له ما يبرره, وأنه يفضل أن يقوم بعمل فني كامل عن الثورة بدلا من بعض المشاهد الصغيرة التي تضر العمل الفني بدلا من الإضافة إليه, بل تقلل من شأن الحدث. وأشار أبو رية في حواره مع الأهرام المسائي إلي أن الثورة حدث عظيم يستحق منا أكثر من ذلك.. وإلي نص الحوار: * كيف وقع اختيارك علي سيناريو لحظة ميلاد..؟ ** لأنه مسلسل اجتماعي يناقش قضايا الأسرة المصرية متوسطة الدخل ويتناول قضية تربية الأبناء وضرورة وضعهم في أولويات اهتمامات الأسرة وضرورة الالتفاف للجانب الأخلاقي في تربية الأبناء وتعليقهم علي الجانب الاقتصادي في حياة الأب. * لماذا رفضت إدخال بعض مشاهد لثورة25 يناير علي السيناريو..؟ ** لأن هذا تقليل من قيمة لثورة وشآنها والتي هي أكبر بكثير من اضافة بعض المشاهد أو اللقطات لأي عمل.. وهي تستحق أن تصنع لها أعمال كبيرة تهتم بقيمة ومضمون وعمق الحدث وليس الحدث نفسه. * متي يمكن تناول الثورة دراميا.؟ ** الوقت ليس مقياسا.. من الآن نستطيع التجهيز لانتاج كبير عن الثورة لأنها حدث لو بحثنا في جوانبه سوف نجد فيه زوايا كثيرة يمكن تناولها.. لكن الصورة كاملة تستكمل بعد سنتين أو ثلاث سنوات.. وكلما انتظرنا ظهرت أشياء جديدة.. ولا يعني أي عمل عن الثورة أن يتناول ميدان التحرير فأي عمل يتحدث عن قيمة المواطن المصري المنحطة لسنوات طويلة وهو لا يجد نفسه في كل جوانب الحياة فهو عمل ثوري. * نلاحظ في الفترة الأخيرة ابتعاد مؤلفي الدراما عن القضايا الاجتماعية والاتجاه لقضايا أخري قد لا تكون ذات أهمية في المجتمع المصري من المسئول عن ذلك..؟ ** المؤلفون الجدد لهم طعم وذوق مختلف.. وهناك تغير حيث أصبح الاهتمام أكثر بقضايا الشباب متوسطي الدخل وأبناء الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة ولا أعرف سبب انتشار هذه الظاهرة رغم أن المواطن البسيط والمجتمع لديه العديد من المشاكل.. * ظهرت في بعض الأعمال الدرامية لغة فجة تحاول نقل ألفاظ الشارع كما هي بالحرف.. هل الدراما تعني نقل الواقع كما هو..؟ ** في هذا يقلدون الأمريكان.. وهذا توجه ثقافي يدعمه الغرب حتي أن الممثل المصري الآن يشبه الأمريكي في الأداء وتسريحة الشعر وطريقة الكلام وحتي اختيار أماكن التصوير والتقنيات اختلفت. وأنا شخصيا لا أوافق فلنا هويتنا ولنا مجتمعنا المختلف عن المجتمع الغربي ولابد وأن نحافظ علي هذه الهوية.. الدراما لم تكن نقلا للواقع كما هو ولكنها مسئولة عن تصحيح هذا الواقع غير الملائم لعاداتنا وتقاليدنا. * عرض أكثر من عمل للفنان في رمضان هل يؤثر عليه بالسلب؟ ** ليس عيبا ربما هو فنان جيد ومطلوب وبإمكانه تجسيد أكثر من شخصية وربما لأن أجره ضعيف ولكن في النهاية الذي أكثر من هو الفنان ذاته حيث يفضل أداء دور واحد أو اثنين علي الأكثر ليستطيع المشاهد التركيز معه. * ماذا تابعت من أعمال درامية في رمضان..؟ ** توقفت أمام مسلسل الشوارع الخلفية وأنا القدس والريان وخاتم سليمان والدالي. * رأيك في تجسيد دور الصحابة دراميا وهل تقبل تجسيد أي من الصحابة علي شاشة التليفزيون؟ ** هذا أمر شائك ونضعه أمام الأزهر الشريف ليقروه أولا.. وأعتقد الأزهر لديه وجهة نظر مبنية علي أسس ولكنني كفنان أتمني طبعا تجسيد دور أحد الصحابة إذا أجاز الأزهر ذلك خاصة وأن شخصيات الصحابة قدوة كبيرة لنا كمسلمين. * ولماذا برأيك ابتعد الإنتاج عن المسلسلات التاريخية..؟ ** لا يوجد لدينا منتج يعمل للصالح العام.. المنتج المصري يعمل لحساب مصلحته الشخصية ويحسبها أولا وإذ لم تدعم الدولة الدراما التاريخية لن تقوم لها قائمة. * رأيك في اتجاه بعض الفنانين المصريين للعمل بالدراما السورية وهل يقلل هذا من شأن الدراما المصرية.؟ ** لا تحسب هكذا.. لا مانع فكما استضافت الدراما المصرية الكثير من الفنانين السوريين للعمل بها استضافت أيضا الدراما السورية بعض الفنانين المصريين وفي النهاية ليس للفن وطن. * القوائم السوداء.. هل تري لها حيثية مهمة.؟ ** لا أشكك في وطنية أي ممثل أو أي فنان أو أي مثقف في مصر.. الموقف من الثورة أحيانا كان به رأي متسرع حيث لم تكن الرؤية قد وضحت ولكن ما أحزنني هو التحول في الرأي وهذا هو الذي من الممكن أن أخذ منه موقفا ولا يوجد برأيي ما يسمي بالقوائم السوداء هم بالنهاية فنانون ولهم تاريخ طويل ومجهود لا ينكر.