تشهد أسعار البصل تراجعا شديدا فى السوق المحلية هذه الأيام مما أثار مخاوف الفلاحين خصوصا أن هذه العروة «الشتوية» ليست للتخزين كما يحدث فى العروة الصيفية ويبقى الأمل معقودا على السعر الذى سيحدده مصنع البصل ببنى سويف وقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى « فيس بوك» صورة مؤثرة لأحد مزارعى البصل بعدما غلبه النعاس فى حقله فور قيامه بتجهيز المحصول وعدم وجود مشتر لتصريفه. وقال عبدالنبى فرحان «مزارع» هذه ليست حال صاحب الصورة بمفرده وإنما حال جميع الفلاحين بعد انخفاض سعر البصل بالسوق المحلية نظرا لارتفاع تكلفة الإنتاج من حراثة الأرض وريها مرورا بالايدى العاملة والسماد والمبيدات، مضيفا: رغم ان انتاج المحصول هذا العام جيد ولكن الخسائر تنتظر الفلاحين، وأن هذه الحالة لم تحدث منذ 10 سنوات عندما اضطر الفلاحون الى تقليعه والقائه على قارعة الطريق وهناك بعض مربى الغنم بدأوا يشترون المحصول على الارض لاستخدامه علفا لأغنامهم. وأضاف موسى محمد توفيق «فلاح»: رغم أن سعر الطن يباع قطاعى بنحو 2000 جنيه فإننا لا نجد من يشتريه حتى بربع السعر فى الوقت الذى ليس أمامنا فيه بديل سوى البيع بأى سعر لتسديد نفقات الانتاج وهو ما ضاعف من هموم ومشكلات الفلاحين خصوصا أن محصول البصل يحتاج لكميات كبيرة من السماد الذى يبلغ سعره 4600 جنيه للطن بالسوق السوداء، لأن الجمعية الزراعية لا تصرف الا ربع الاحتياجات الفعلية للارض والباقى يشتريه الفلاح من السوق السوداء. وأضاف الحاج محمد عيد مزارع - أن الفدان ينتج نحو 20 طنا ووفقا للسعر الحالى فإن انتاج الفدان يقدر بعشرة آلاف جنيه موضحا أن إيجار الفدان يصل إلى 7 آلاف جنيه ونفقات الايدى العاملة والرى والسماد والمبيدات والتقاوى يصل إلى نحو 7 آلاف جنيه وهو ما سيعرض الفلاحين لخسائر فادحة، مطالبا بتدخل الدولة لإنقاذ المحصول والا ستكون النتائج كارثية العام المقبل، لأن الفلاحين سيقلعون عن زراعته مطالبا بإنشاء جمعيات تقوم بشراء المحصول من الفلاحين وعدم تركهم نهبا للتجار وأصحاب الشوادر. وقال أشرف سعيد إن انتاج الطن يتكلف بعد تجهيزه ونقله لمصنع بنى سويف نحو 1500 جنيه، وأى تراجع عن هذا السعر سيكون خسارة على الفلاح مضيفا أن تجهيز الطن ونقله للمصنع فقط يتكلف نحو 450 جنيها وحتى الآن لم يحدد المصنع موعد التسلم رغم انه تعاقد معنا ونحن فى الانتظار مضيفا أن الانتاج هذا العام فى جزء كبير من الأراضى غير مرض وهو ما ضاعف من معاناة الفلاحين. وقال حسين عبدالمعطى نقيب الفلاحين بأسيوط إن الفلاحين يواجهون كارثة هذا العام، لأن انتاج البصل لن يغطى سوى نصف تكلفته الفعلية وهو ما يستدعى سرعة تدخل رئيس الوزراء بتوجيه مباشر لكل من وزيرة الاستثمار ووزير الزراعة لسرعة عمل تعاقدات فورية مع الدول التى ترغب فى شراء المحصول وإلا سيكون مصيره القاءه على الجسور والترع وعلفا للماشية، كما حدث منذ سنوات، وارجع عبدالمعطى سبب المعاناة لتوقف التصدير ومن ثم توجيه المحصول للسوق المحلية فقط وهى غير كافية بحال من الاحوال لاستيعاب الكميات المعروضة، مؤكدا أن العروة الحالية وتسمى «البكلس» غير قابلة للتخزين العادى وكان معظمها يصدر لعدة دول ومنها العراق وتركيا والسعودية والامارات وهذا متوقف الآن ، اما العروة الصيفية وتسمى البصل الفتيل فيتم تصدير أغلبها لروسيا وكذلك البصل القور الذى تستخرج منه التقاوي. وقال المهندس إبراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط ان المساحة المنزرعة بالبصل تقدر بنحو 5 آلاف فدان ، وان كمية الانتاج جار حصرها بعد ان بلغت العام الماضى 93 الف طن.