تزايدت بشكل خطير حوادث عقر الكلاب الضالة للأطفال فى الآونة الأخيرة، وتشير التقارير الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الى أن أعداد المصابين فى حوادث عقر الكلاب وصل الى مليون و360 ألفاً خلال السنوات الأربع الأخيرة بمتوسط سنوى يصل إلى 370 ألفاً واحتلت محافظة البحيرة المركز الأول بإجمالى 39ألف حالة والجيزة 27 ألف حالة، أغلبهم من الأطفال، ومعها تعالت استغاثات الأهالى لحماية الأبناء من حوادث عقر الكلاب الضالة فى الشوارع، بل وصلت أحيانا إلى داخل المدارس والنوادي. هدى درويش (إحدى الأمهات من سكان منطقة السيدة زينب) تقول إن الكلاب الضالة مشكلة كبيرة انتشرت فى الشوارع وبين الطرقات العامة، تبث الخوف والفزع خاصة عندما تهرول وراء أطفالنا.. اذ لا أسمح بترك أطفالى للنزول واللعب بالدراجة فى الشارع خوفا عليهم من خطر الكلاب، حيث تعرض طفل فى منطقتنا مؤخرا لعقر كلب ضال. أم حسام (من سكان العياط) تقول تعرضت طفلتى 7 سنوات للعقر من كلب ضال وكانت فى طريقها للمدرسة وأصابها إصابات بالغة وتلقت العلاج والحقن بمستشفى عام، وهى لا تزال تعانى حالة الخوف والفزع من النزول الى الشارع او الذهاب الى المدرسة وحدها ويوميا اذهب لتوصيلها إلى مدرستها خوفا عليها ولا أعرف الجهة المسئولة عن حل هذه المشكلة. د. نجلاء مرتضى أستاذ علم الاجتماع جامعة بنها تقول: انتشرت بالفعل ظاهرة الكلاب الضالة وتعبنا من نباحها وأصواتها المزعجة جدا ومن حوادثها، ولا مغيث ولا استجابة لشكاوى الأهالى خوفا من أصحاب جمعيات حقوق الحيوان.. وتتساءل: أين الخيالة التى كنا نراها فى الماضى تدور فى الشوارع يوميا من الساعة الواحدة تجمع الكلاب الضالة فى سيارات؟ د. هبة نصار استشارى باثولوجى إكلينيكى تقول: فى الحقيقة إن ظاهرة الكلاب الضالة تشكل مشكلة حقيقية سواء فى التكلفة الباهظة التى تتكلفها الدولة فى العلاج، إذ تبلغ تكلفة العلاج الوقائى بعد التعرض للعقر فى المتوسط ما يعادل 40 دولاراً أمريكيا، أو الخطورة على صحة الإنسان من الأمراض التى من الممكن أن يتم نقلها له. وتضيف أنه من أكثر الأمراض خطورة وانتشارا داء الكلب وهو مرض فيروسى معد للإنسان ينتقل عن طريق اللعاب والخدش والعض ويسبب الوفاة، وقد سجل أكثر من 95 % من حالات الوفاة فى آسيا وإفريقيا معظمهم من الأطفال، وهناك فى العالم سنويا أكثر من 15 مليون شخص يتعرضون لعقر الكلاب. وتوضح أن هناك بعض العلامات التى تظهر إصابة الكلب به إذ يكون هائج الطبع وكثير الحركة والنباح، ودائما يظهر رغبة فى عض الأشخاص القريبين منه، ويرفض شرب الماء فى الوقت الذى يسيل لعابه بكثرة، وهنا لابد من الابتعاد عنه وإبلاغ أى مؤسسة خاصة بالتعامل مع الحيوانات أو الاتصال بالشرطة، وفى حالة التعرض للعقر من الكلب لابد من التوجه مباشرة الى أقرب مستشفى لأخذ العلاج وهو الحقن بالمضاد واللقاح الوقائي. د. عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق يقول: الكلاب الضالة فى الشوارع مظهر غير حضارى يجب التخلص منه، كما يجب تدريب الطفل على كيفية التصرف فى المواقف الصعبة التى يمكن أن يتعرض لها أيضا وعدم العنف مع الحيوانات فى الشارع بضربها بالحجارة، وإذا طارده كلب ضال ننصحه بعدم الخوف حيث يفرز الشعور بالخوف هرمونا يعطى للكلب إيحاء يدفعه للجرى وراءه فيتعلم الطفل كيفية التماسك والثبات وأن يمشى بهدوء وطلب المساعدة. ويحذر من أن المشكلة أن الكلاب تثير الفزع والصدمة من صوت نباحها العالى والمضاعفات التى تحدث للأطفال متمثلة فى اضطراب النوم والكوابيس وفقدان للشهية وفزع وعدم تركيز والتفكير المستمر بالواقعة. وقد تستمر وتظل خبرة الصدمة طوال العمر فيخاف الطفل حتى من مشاهدة صورة الكلب فى التليفزيون، وهناك بعض الأطفال يخاف بعد الواقعة من النزول الى الشارع والمدرسة.