لاتزال مكافحة الحىوانات الضالة بحاجة إلى اعادة نظر تشير الاحصائيات إلي أن اجمالي حالات العقر من الحيوانات الضالة تصل إلي 01 آلاف حالة شهريا، بمتوسط 033 »عضة« في اليوم، وهو معدل مرتفع للغاية كان كفيلا باستبعاد اللجنة الاوليمبية الدولية لمصر من استضافة الاوليمبياد، حيث كان من ضمن الاسباب وجود 5 ملايين حيوان ضال ترتع في شوارعنا! وزارة الصحة أكدت انها توفر 006 ألف جرعة سنويا من الطعوم، بما يتجاوز 02 مليون جنيه، في حين تشدد الشركة القابضة للمصل واللقاح ان الطعوم المتوافرة حاليا تعد الافضل علي مستوي العالم، ومطابقة لمواصفات منظمة الصحة العالمية. وغالبا تكون مستوردة من فرنسا، ويحصل المعقور علي 5 جرعات تبدأ في اليوم الذي تعرض فيه الشخص للعقر ثم في جرعات متتالية في الايام الثالث والسابع والرابع عشر والثلاثين بعد »العضة« ويمكن ان يحصل المريض علي جرعة تأكيدية بعد 09 يوما. علي الرغم من ذلك لاتزال مكافحة الحيوانات الضالة بحاجة إلي اعادة نظر بعد ان تكاثرت اعدادها بشدة.. وباتت تهدد حياة المواطنين، خاصة الاطفال. أعراض السعار ومن جانبه يؤكد الدكتور ممدوح سيد حسن - الاستاذ بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة أكد علي ضرورة الاهتمام بالوقاية من حظر هذه الحيوانات قبل التركيز علي علاج اثارها حيث يتم التشديد علي توعية المواطنين بأهمية الحفاظ علي البيئة وعدم القاء القمامة في الشوارع لان اكوام القمامة و»الخرابات« تعتبر بيئات نموذجية لوجود الكلاب والحيوانات الضالة، حيث تحصل علي غذائها من هذه المخلفات لذلك تكثر الحيوانات الضالة في المناطق الشعبية والعشوائية وعلي اطراف المدن. وعن الاجراءات الواجب اتباعها في حالة تعرض شخص لعقر كلب ضال - لاقدر الله - يقول د. ممدوح طالما حدثت واقعة العقر فلابد من تناول جرعة مصل الوقاية فورا من اقرب مستشفي بالرغم من انه من الناحية العلمية يمكن ان نمسك الكلب ونحتجزه لمدة 51 يوما فإذا لم تظهر عليه اعراض مرض السعار فلا يأخذ المريض جرعات التطعيم وإذا ما ظهرت هذه الاعراض يحصل المريض علي المصل، الا ان الواقع يكشف انه غالبا ما يهرب الحيوان لذلك فإنه من الافضل ان يحصل المريض علي جرعات التطعيم حتي نتأكد من سلامته. سرعة العلاج من ناحيته، يشير الخبير البيطري د.سيد حجازي دكتوراه في صحة الحيوان جامعة القاهرة، مدير الادارة البيطرية بالجيزة سابقا الي خطورة الحيوانات الضالة علي صحة الانسان، فالكلاب مثلا تنقل 02 مرضا خطيرا اهمها السعار والسل واورام المخ، اما القطط الضالة فتحدث اوراما شديدة بالعين، كما تنقل بعض الامراض للانسان من خلال بكتريا »روشالميا هنسيليا« وكذلك مرض »سالينتو ميجالوا« الذي يسبب العقم، كذلك تنقل الفئران والعرس من خلال الطفيليات المنتشرة علي اجسامها امراضا عديدة اخطرها الطاعون. وعن أبرز الوسائل للتخلص من الحيوانات الضالة، خاصة الكلاب يؤكد أن الوسيلة التقليدية القديمة كانت تتمثل في حملات شرطة مكافحة الحيوانات الضالة لاصطيادها بضربها بالخرطوش في رأسها، ثم حملها في عربات مجهزة لدفنها بشكل صحي، ولكن هذه الوسيلة تعرضت لانتقادات شديدة، حيث كانت تسبب ارهابا للسكان من جراء صوت اطلاق الرصاص، خاصة ان هذه الحملات كانت تجري ليلا، كذلك فإن اطلاق الرصاص علي مجموعة من الكلاب ربما يصيب حيوانا واحدا، لكن بقية القطيع يهربون، فضلا عن احتمالية حدوث اية اصابات بسبب سوء التصويب. ولذلك - والكلام لايزال علي لسانه - فإننا نستخدم القتل بالسم، حيث يتم خلط المخلفات الغذائية في أماكن تجمع الكلاب الضالة بسم »الاستركنيس« الذي يسبب الموت السريع للحيوان، اما القطط فيتم معها استخدام سم.. تمك.. سريع المفعول. اما الدكتورة كاريمان دياب - استاذ الفسيولوجيا بالكليات الصحية بجامعة الأميرة نورا بالرياض - فتلتقط طرف الحديث مضيفة ان هناك اعتبارين يجب ملاحظتهما عند عقر الكلب لشخص معين أولهما: هل استفز هذا الشخص الكلب قبل العقر أم لا، حيث ان »العضة« لو كانت نتيجة الاستفزاز نعلم ان الكلب ليس مسعورا، اما لو لم يكن نتيجة للاستفزاز فذلك يرجع ان يكون الكلب مصابا بالسعار. وتكمل: اما الاعتبار الثاني فيتمثل في مكان العضة، فكلما ابتعدت العضة عن المخ، كلما كان الامل في انقاذ الضحية اكبر، فمثلا ينتقل الفيروس من القدم إلي الرأس خلال 3 أسابيع. اما اذا كانت العضة في الوجه او الكتف فإنه لايعيش أكثر من أسبوع. وتوضح د.كاريمان ان السعار ينجم عن عقر حيوان لحيوان اخر، ويمكن ان ينتقل للانسان إذا عقره حيوان مصاب، وهو مرض فيروسي يوجد في لعاب الكلب، وبالاضافة إلي السعار، توجد قائمة تسمي الامراض المشتركة يمكن ان ينقلها الحيوان الضال للانسان مثل القراع والجرب والسل وبعض الامراض الطفيلية، وكذلك تصيب القطط المصابة بميكروب »التوكسوبلازما« السيدات بالعقم والاجهاض المتكرر. بينما يوجه فضيلة الشيخ فرحات السعيد المنجي. من كبار علماء الأزهر الي ضرورة التخلص من القطط والكلاب الضالة لما تمثله من ايذاء وخطورة شديدة علي الناس، ويجب قتل هذه الحيوانات الضالة قبل ان تفسد في الارض وتهدد حياة المارة، إلا أن القتل يجب ان يكون رحيما.