ناقشت ندوة «الشرقاوى والرواية» المنجز الإبداعى للأديب الكبير الراحل «عبد الرحمن الشرقاوي» ظهيرة السبت الماضى فى القاعة الرئيسية التى تحمل اسمه. وأدار الندوة واستهل الحديث الناقد د. محمد بدوى الذى ذهب إلى أن الشرقاوى أحد القلائل الذين بدأوا حركة الشعر الحر، أوالتفعيلة، مشيدا بقصيدته «رسالة من أب مصرى إلى الرئيس ترومان». مؤكدا أن مواقف الشرقاوى الفكرية والسياسية جعلته واحدا من القلائل الذين نجحوا فى صياغة التاريخ، مشيرا إلى أن مسرحه الشعرى كان خطوة متقدمة فى مسرحة الشعر. وحلم بالحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية، وميزه عن قرنائه من المثقفين العلمانيين علاقته الوثيقة بالتراث العربي، وتأويله البديع للسيرة النبوية، وخلص إلى أن الشرقاوى كان أحد الأعلام الذين صاغوا وجه الثقافة المصرية. وأثنت الناقدة د.ثريا العسيلى على إنتاج الشرقاوى الماتع شعرا ونثرا، مشيرة إلى أنه صال وجال فى كل الإبداعات بأسلوب شائق جمع البساطة والإمتاع، واللافت فى أدبه احتفاؤه بالضعفاء والمستضعفين والمشردين والمظلومين. وقرأت العسيلى جزءا من قصيدته «شرف الكلمة»: أتعرف ما معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة فى كلمة دخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة واستهل الناقد د.حسين حمودة حديثه بتأكيد أهمية تجربة الشرقاوى فى سياقها الذى كتبت فيه، مشيرا إلى أن مجموعة قيم فى تجربته، وهى واضحة فى كل رواياته، مثل قيمة امتلاء الزمن، وأن عالمه الروائى قام على إحالات وإشارات متعددة تتسم بالغني، وكل شخصية فى عالمه تنطلق من تصوراتها المختلفة عن عالم الشرقاوى نفسه. ولفت حمودة الأنظار إلى الثنائيات فى روايات الشرقاوي، مثل ثنائية القرية والمدينة، والسلطة والشعب، والفرد والجماعة، وسواها من الثنائيات التى يقوم عليها العمل الفنى عنده. وأشاد حمودة بأدوار الشرقاوى الريادية والتقاطه الوقائع التاريخية الكبري. وخلص إلى أن تجربة الشرقاوى متسائلة ومسائلة لكل الثوابت والمسلمات. ووجه د.شريف عبد الرحمن الشرقاوى نجل الأديب الكبير التحية لمسئولى المعرض لاحتفائهم بأبيه، وللحضور على مشاركتهم، ثم تطرق إلى ما تعرض له أبوه من ظلم وإهمال، وحجب أعماله بسبب مبادئه التى دفع ثمنها ولم يبال، وظل يحارب الفساد إلى آخر عمره.