بسم الله الرحمان الرحيم ( القصص القصيرة جدا – نموذجا ) بقلم الأستاذ أحمد المباركي/تونس 1- توطئة : " الكلام على الكلام صعب" كما قال" أبوحيان التوحيدي" و أصعب منه أن تتناول كتابات الأديب التونسي الراحل " محمد الغزالي" (01 نوفمبر1955 – 03 سبتمبر 2014 كتب الشعر و المقالة النقدية و انتهت به رحلته الإبداعية إلى روايتين ( آخر الأسرار – ثمرة درجين/أو مجالس الأنس بباردو 2013 ) فانطلق أديبنا شاعرا و انتهى ساردا و بين الجنسين ارتباطات و اشتباكات و مفارقات ..نعم بين الأجناس الإبداعية التي أبحر فيها أديبنا وشائج قربى على اختلافياتها و تمايزها ..و من هذه الزاوية سنتاول بمناسبة ذكراه الثانية الأليمة الدامية – هذه الورقة النقدية التي ستلامس جنسا آخر خاض فيه أديبنا تجربة – نعتبرها جديدة غير مألوفة – و هي كتابة ( القصص القصيرة جدا / the very short story) و هو جنس أدبي يعتبر جديدا عند القراء التقليديين رغم انبثاق هذا الضرب من الفن القصصي منذ نصف قرن تقريبا و ذلك رغبة من " الغزالي " في أن يخوض غمرات هذا الجنس السردي الطريف..و قد صافحت قرابة عشرين قصة قصيرة جدا كتبها أديبنا في شبكة الاتصال الحديثة / الفيس بوك فاكتفيت بست منها جعلتها مدار العمل الموسوم في هذه المحاضرة ب " حوار السردية و الشعرية في القصص القصيرة جدا للأديب التونسي الراحل : محمد الغزالي" .. فإلى السردية.. 1 -السردية : و المقصود بها في أبسط تعريفاتها " مقومات القصة أو ما يجعل النص قصصيا/سرديا " هي حسب الناقد الفرنسي الشهير " جيرار جينات " في (figure 1 ) .. إذن هي مقومات القصة : " من أحداث و شخصيات أو فواعل و زمان و مكان و تقنيات قص ". و مدار عملنا – كما أشرت سلفا – ست قصص قصيرة جدا عناوينها ( خفقة – انتباه – سفر – غياب – عودة – إبداع ) و تشترك أغلب هذه السرديات في إبراز الأحداث: فتبدو لنا " الجمل السردية " متراقصة متبخترة في لباسها القشيب ففي نصه الثالث " سفر" يقول : ( فتح النافذة صباحا ..أصابته رصاصة طائشة ) و في نصه الخامس " غياب " يقول : (خرج من بيته قبل بزوغ الشمس؛التفت وراءه ..توقف برهة..و فتح الباب ؛ و بحث عن نفسه…) فنلمح احتفاء بالجمل السردية إثباتا لسردية القصص التي ابتدعها أديبنا " محمد الغزالي " كما نلاحظ " الجمل الوصفية " تلك التي تصور الشخوص خلقيا و خلقيا/ ماديا و معنويا أو تلك التي ترصد المكان و محتوياته أو الزمان ومتغيراته ..تأملوها – الجمل الوصفية – في النص الأول " خفقة " يقول : (قلب تراءت له أسئلة فرام البوح..اشتد وجيبه و اسارعت نبضاته…) و في نصه الرابع " غياب" في قوله : (كان المحاضرون أكثر من الحاضرين…) و نجد في " سردية " أديبنا الراحل " الجمل الوصفية السردية " وهي جمل إسمية غالبا تحتوي على أكثر من نواة إسنادية..هي جملة إسمية مركبة تعتمد في السرد تقارب " المشهد السنمائي" باعتبارها تجمع الحدث/ الحركة و الصفة/ الصورة و تتجلى الجملة الوصفية السردية في النصين : الأول و الخامس: ( قلب تراءت له أسئلة فرام البوح-ظل يفكر…)وقد نلفي " الجمل الحوارية " و قد ورد الخطاب " غير مباشر " و تبدى ذلك في النص السادس " إبداع " في قوله :(و بدأ بينهما حوار ساخن…) و يمكن أن نؤكد أن أديبنا يراوح بين إبراز الأحداث أحيانا و أحيانا أخرى يسلط الأضواء على صفات الشخوص أو مشاعرها و هواجسها و مواقفها و قد نجد مراوحة بين كل ذلك فتتسارع الأحداث تارة و تتباطأ تارة أخرى. ** الشخصيات ** هي متنوعة جامعة بين عوالم مختلفة : (عالم البشر: المحاضرون-الحاضرون) (عالم الزمن :الوقت ) ( عالم الإبداع: كلمة- الورقة )ويمكن تصنيف الفواعل إلى المفرد (هو-قلب- الوقت ) الجمع ( المحاضرون- الحاضرون- سكان الجنة ) و يمكن تصنيفها إلى مادية ( المحاضرون- هو ) و معنوية ( الوقت- قلب- كلمة ) و تثبت الشخوص حرص أديبنا " محمد الغزالي " على الرغبة في تنويع أحداث القصص و إن كانت تشترك جميعها في كونها " ضبابية الملامح" لذلك غابت أسماؤها و سماتها مفصلة لطبيعة القصة القصيرة جدا القائمة على الاختزال و التكثيف و للمساحة الورقية الضيقة التي يحددها بعض النقاد في أقصى تقدير بصفحتين و التزم أديبنا الغزالي بمبدإ الاختزال في نصوصه السردية الست التي احتوت على مئة و ستين كلمة تقريبا فكان لنصيب كل سردية أقل من ثلاثين كلمة . ** الأزمنة ** و هي متنوعة أيضا ( صباحا – بزوغ الشمس- الوقت…) و تكشف الأزمنة عن تتالي الأحداث في الغالب و إن كان أديبنا قد أفاض عليها من الحركة و المواقف ما جعلها شخوصا تنبض حياة و حيوية و لكنها لا تخلو من غموض أيضا وهي تقنية توسل بها أديبنا الغزالي فانطلق النص حالما حائما طوافا بين السرد و الشعر..إذن هي أزمنة مختلفة عن التي عهدناها في القص القديم و مثالنا على ذلك ما ورد في نصيه الثاني ( انتباه) و الرابع ( غياب ):( رأس الوقت- حضرة الوقت الضائع ). ** الأمكنة ** هي بدورها مختلفة تؤسس لثراء قصصي و لدينامية الشخوص و كثافة الأحداث ( الطريق- البيت- الجنة – مشارف المدينة …) و يمكن تبويبها إلى واقعية و مجازية أو حسب خصائصها إلى ضيقة و فسيحة ( البيت- الطريق ) أو إلى حاضرة و غائبة عن واقعنا ( البيت- الجنة ) و للأمكنة وظائف إبلاغية غالبا إذ تحيل على المستوى الاجتماعي للفواعل أو نفسياتهم أو موافقهم و قد تحيل على المأساة و الموت كما في نصه " سفر" في قوله ( أصابته رصاصة طائشة جعلته من سكان الجنة ). وتتجلى " السردية"/la narrativite في العلاقات التصادمية بين الشخوص و إن تبدت معنوية فلنفي أديبنا " محمد الغزالي" في جل نصوصه ناسجا لشخوص تربطها علاقات عدائية ضدية كما في قصته " إبداع" ( فصفعتها- الكلمة- فأردتها أرضا ) هو صراع مختلف بين( كلمة و أخرى) بين(المحاضرين و الحاضرين ) بين ( القلب و الجسد) بين (الوقت و الجسد ) كما تتجلى المشاعر في نصوصه الست جلية تسودها السوداوية و القتامة .. هي مشاعر الأحزان و التعب و المعاناة و الغياب فإذا براقع الآلام قد غشيت الشخوص و الأمكنة فلا غرابة أن تترى عند أديبنا كلمات تحيل على الهزيمة أو الموت أو العدم ( خر صريعا- جثة هامدة – أردتها أرضا ) ولكن لم يهمل أديبنا " الغزالي " مشاعر الفرح و الانتصار في نصه الأخير ( إبداع ) يقول : ( كانت قصيدته لوحة رائعة لم يتصور يوما كتابتها واعيا ). و يمكن أن نخلص في حديثنا عن " السردية " في القصص الست القصيرة جدا للأديب النفطي التونسي الراحل " محمد الغزالي " إلى أهم القضايا التي عالجتها في عجالة ..و لعلنا نقترح تقسيم الحرائق في نصوصه إلى : حرائق تومئ إلى الواقع السياسي التونسي المأزوم بل لا نبالغ إذا قلنا إنها وثيقة تاريخية لشهداء الثورة بل لقضية " القناصة " التي لم يحل لغزها حد كتابة هذه الورقة النقدية و تلك لعمري تجذير لمعاناة التونسيين ضحايا القتل العشوائي و فيها من الرمزية ما فيها من قتل الأمل و دليلنا على ذلك النص الثالث " سفر " و الحرائق الأخرى التي يرسمها أديبنا متعلقة بالشأن الثقافي المنكسر و تجلى ذلك في " غياب " في عدم الانسجام بين المحاضرين و الحاضرين و هي إشارة لطيفة لتشرذم الواقع الثقافي التونسي مطلع الألفية الثالثة حتى عند النخبة/ الانتلجنسيا كما يرصد كاتبنا في مهارة " لحظة المكاشفة الشعرية " أو الإبداعية عموما بتعبير الدكتور الناقد التونسي " محمد لطفي اليوسفي ".. لعله رسم لكيفية تشكيل النص المعجز أو النص المدهش داخليا في مرحلة اللاوعي ..فإلى الضفة الأخرى التي تبدت في النصوص الست ..ضفة الشعرية. 2 -الشعرية : و هي في أبسط تعريفاتها " ما يجعل النص شعرا..هي مقومات الشعر في نص ما" و خاض فيها الشكلانيون الروس و من بعدهم و "تودوروف " و " رولان بارط/r. Barth في كتاباته في " لذة النص " و " الدرجة الصفر للكتابة " وتقوم أساسا على العدول و الانزياح و التلميح بدل التصريح والإشارة بدل التبيين و التسجيل و التوثيق و تتجلى بداية في بعض عناوين النصوص الست ..مثل " سفر" و هو في ظاهره ترحال عن المكان و الزمان للمتعة و غيرها و لكن هذا السفر الذي يومئ إليه النص هو رحيل دون عودة لم تبرمج له الشخصية ..هو رحيل قسري من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة في إشارة إلى اغتيالات بسبب " القناصة" أثناء الثورة التونسية..و كذلك " غياب و انتباه " فهي عناوين تقوم على التلميح بدل التصريح و تلك من أبرز سمات " الشعرية" . /la poétiqueعنوان النصوص عموما مراوغ مخاتل يقوم على تقنية التخفي بدل التجلي و التلميح بدل التصريح ..و من أبرز سمات " الشعرية " في سردياته التي نتناولها في هذه الورقة النقدية " الاستعارات " و ما تحققه من وظائف جمالية تتمازج فيها العوالم امتزاجا عجيبا و دليلنا على ذلك قوله : ( قلب تراءت له أسئلة- تقدم الوقت يحمل بين يديه جثة هامدة – مسح على رأس الوقت – الصمت ثار على نفسه فألجمها – كان الحاضرون في حضرة الوقت الضائع – بحث عن نفسه بين ركام الأوراق – كلمة التقت ذات مرة مع كلمة أخرى – صفعت إحداهما الأخرى – أردتها أرضا …) فالاستعارات كثيفة متراكمة جعلت النصوص متمرحجة بين عالمي السرد و الشعر متشربة من رحيق العالمين كليهما في أوقات متزامنة ..و يمكن أن نلاحظ – بلا شك – غياب التشابيه التي تقرب و تبعد في الوقت ذاته دون التماهي خلافا للاستعارات التي تتداخل فيها الأكوان كما أشرنا إلى ذلك سلفا.. و جاذبية الاستعارة أشد و أكثر سحرا من التشابيه لذلك يحتفي بها الشعراء عصرنا الراهن. ** الرموز ** و تعتمد في النصوص الشعرية الحديثة التي تتوسل بالخفاء و الاحتجاب و التورية جاعلة القارئ باحثا عن الدلالات صانعا بموجبها تآويل عديدة و من هذه الزاوية تتوالد النصوص فإذا القراء المعاصرون – حسب النقد المعاصر -منتجون لنصوص لا مستهلكون فالتأويل يخترع " القارئ المبدع" و إذا الإبداع مصنع لإبداع آخر و بينهما سماوات من الدهشة و الإمتاع .. و تبدو الرموز في نصيه الرابع و الخامس أساسا ( غياب و عودة ) و كذلك في بقية النصوص ففي " خفقة " يشخصن أديبنا الراحل " محمد الغزالي " القلب و يكسبه صفاتنا متخذا منه رمزا للحيرة التي تهز الإنسان المعاصر هزا عنيفا قاسيا جراء الزلازل السياسية و المهازل الفكرية و العبثية و اللا منطق الذي يحكم عالمنا تتداعى فيه القيم و تسقط بموجبه الإنسانية في مستنقع " الحيوانية" و ما يصاحبها من اضطراب و تفترق فيه القلوب عن الأجساد في إشارة لطيفة إلى التشظي عندنا بين الروح و الجسد بين الأنا و الآخر بين الشرق و الغرب بين المستضعفين و المستكبرين … ** اللغة ** و أما اللغة التي يعتمدها أديبنا " الغزالي " فيومية بسيطة ليست عتيقة و لا قاموسية و لكنها من السهل الممتنع و هو يذكرنا بقولة للشاعر العراقي " سعدي يوسف " : أجعل من المألوف شيئا غير مألوف " ..هي لغة صحفية معاصرة رغبة من كاتبنا في عدم إجهاد قارئه في النبش في المصطلحات و المترادفات التي تضيئها القواميس العربية قديما و حديثا و لكنها متأسسة على العدول و الانزياحات على " معنى المعنى " حسب الناقد العربي القديم " عبد القاهر الجرجاني " في كتابيه " أسرار البلاغة و دلائل الإعجاز " أو " المعنى المحال " حسب تعبير أستاذنا الناقد التونسي المعاصر " محمد الهادي الطرابلسي " .. و الشعرية المعاصرة قائمة على استمطار أجناس كتابية مختلفة ( الحوار- الوصف – السرد- الملحمة – الشعر – التصوير السنمائي…) و تلامس " الأدب الصيني " و " السرد الياباني " الذي يقوم على تكسير أفق الانتظار بخاتمة غير متوقعة يقول أديبنا "الغزالي" في " سفر" : (( فتح النافذة صباحا وهو يعول على الله أن يرزقه ما يسد به رمقه، أصابته رصاصة طائشة ؛ فجعلته من أهل الجنة )) و لنا أن نشير إلى الغموض و هي من أبرز سمات الشعر المعاصر فلا يفك رموزه إلا قارئ حصيف منتج لنصوص أخرى من خلال تآويله اللامتناهية .. و تتجلى " الشعرية " في الإيقاع الذي يتأسس على التكرار لكلمات ( الوقت- بعد لأي – الجسد – يتصور – كلمة…) و كذلك الجمل الإسمية المركبة الوصفية ( قلب…- كلمة…) و كل ذلك يحدث إيقاعا خاصا و لئن غابت القوافي و لكن حضرت الكلمات التي تتحد في الجذور ( المحاضرون – الحاضرون ) و الجمل الإسمية التي في صدارة النصين : الاول و السادس و الجمل الفعلية في النصوص : الثاني و الثالث و الخامس أقرب إلى " اللازمة الشعرية " و كل ذلك محدث نغمية داخلية جذابة تقارب نغمية القصائد . و مهما يكن من الأمر فأديبنا الراحل " محمد الغزالي " في قصصه الست القصيرة جدا :: ( خفقة – انتباه – سفر – غياب – عودة – إبداع ) قد زاوج بين " السردية " و الشعرية " ملتزما بشرائط القصة القصيرة جدا التي تقوم على التكثيف و الاختزال و الاستعارات الكثيرة و " اللوازم الشعرية" التي ترتكز في التكرارات في الكلمات و التراكيب و الجمل و كل ذلك كشف عن اقتداره و ألمعيته . 2 – الخاتمة : في نهاية تطوافنا في سردية الأديب النفطي / التونسي " محمد الغزالي " – رحمه الله – و أثناء إبحارنا في قصصه الست القصيرة جدا : (خفقة- انتباه – سفر – غياب – عودة – إبداع ) لاحظنا تماشج " السردية " ب" الشعرية " مؤسسا لنص عبقري عجيب مدهش أخذ من أغلب الأجناس الأدبية بريقها و طلاوتها ( الرمز- الملحمة – المأساة- الحوار- الوصف – السرد- القصيدة…) في مراوحة مدهشة و إن قامت على العدول و الانزياحات و الغموض و المخاتلة و المراوغات من خلال خاتمات النصوص التي كسرت آفاق انتظار القراء خالقة دوامات من الحيرة و التسآل و التآويل ..أفليست " المعرفة بنت السؤال" ؟؟ أو ليست الدهشة صناعة للأعاجيب و المتع ؟؟ و أديبنا الألمعي " محمد الغزالي " مبدع مهووس بالتجريب فلا غرابة أن نجده منتقلا -في زهو الفراشات و بهاء النجمات – بين فيافي الشعر و بحار القصة و الرواية و المقالة فالقصص القصيرة جدا باحثا عن جسد أرجواني يناسبه و يعانق بوحه و هواجسه و يمكن أن نلفت – السادة القراء أو السادة الحاضرين لهذه الورقة النقدية بمناسبة ذكراه الثانية سبتمبر 2016 – إلى أن من نصوصه ما يصعب تصنيفه ضمن " القصة القصيرة جدا" باعتباره مراوحة بين القص و الشعر فيمكن أن نطلق عليها لقب ( الأقصودات /جمع أقصودة ) و هو جنس أدبي حديث جامع بين القصة القصيرة جدا و قصيدة الومضة و نجد المبدع التونسي محتفى به في قفصة هذه الايام قد كتب فيها إنه الكاتب المقيم في فرنسا (مهدي غلاب ) بكتابه ( أشتكي للقمر – أقاصيد ) و هذا الجنس الأدبي " الأقصودة" خاض غماره المبدع الغربي " بول فاليري/paul Valéry في " الشعرية الجديدة"/la nouvelle poétique و كل ذلك كاشف عن مدى انفتاح أديبنا على الآداب العالمية رغبة في إنتاج نصوص مدهشة تسر القارئين ..فالإبداع شيء من الجنون ..و أكرم به من جنون لطالما تغنى به الشاعر الدمشقي الكبير ( نزار قباني ) في قصيدته " ياتونس الخضراء" على " بحر الكامل "في بيته الذائع الصيت :: إن الجنون وراء نصف قصائدي أو ليس في بعض الجنون صواب ؟. ** المصادر و المراجع ** 1- مخطوطة للأديب التونسي الراحل " محمد الغزالي " قصص قصيرة جدا ( خفقة – انتباه- سفر- غياب – عودة – إبداع ) 2 – رولان بارت: كتاباه ( لذة النص – الدرجة الصفر للكتابة) 3 – نزار قباني : الشعر السياسي 4 – سعدي يوسف :: مقدمة ديوان" الاخضر بن يوسف". توزر في :: 02 سبتمبر 2016 قصص قصيرة جدّا للمرحوم الأستاذ محمّد الغزالي 1- خفقة (قصة قصيرة جدا) قلب تراءت له أسئلة فرام البوح . بعد لأي اشتد وجيبه واسارعت نبضاته ثم قرر العزم على مواصلة الطريق دون الجسدالذي يؤويه.. 2 – انتباه ( قصة قصيرة جدا ) تقدم الوقت يحمل بين راحتيه جثة هامدة .لما وصل الى مشارف المدينة خارت قواه فاستيقظ الجسد ومسح على رأس الوقت فخر صريعا. 3 – سفر( قصة قصيرة جدا ) فتح النافذة صباحا وهو يعول على الله أن يرزقه ما يسد به رمقه. أصابته رصاصة طائشة جعلته من سكان الجنة 4 -غياب (قصة قصيرة جدا ) كان المحاضرون أكثر من الحاضرين.حضر الانصات لدرجة ان الصمت ثار على نفسه وألجمها بينما كان الحاضرون في حضرة الوقت الضائع 5- عودة ( قصة قصيرة جدا ) خرج من بيته قبل بزوغ الشمس، التفت وراءه فلمح ظله قصيرا يتابعه فتوقف برهة وظل يفكر ، فجأة عاد وفتح الباب وبحث عن نفسه بين ركام الأوراق التي أمامه. بعد لأي تبين أنه نسي بعضا منه على بياض الورقة 6 – ابداع ( قصة قصيرة جدا ) كلمة التقت ذات مرة مع كلمة أخرى لا تشبهها . بدأ بينهما حوار ساخن فصفعت أحداهما الأخرى فأردتها أرضا . تغير معنى الجملة وتلعثم كاتبها . بعد حين استغرب حدوث ما لم يتصوره اطلاقا . كانت قصيدته لوحة رائعة لم يتصور يوما كتابتها واعيا.