سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإذاعية القديرة آمال فهمى فى حوار للأهرام: إعلاميو هذا الزمان يعتمدون على الجرأة لا على الحق!
الأم العاملة فاشلة ولهذا السبب لم أنجب برغبتى ولستُ نادمة
* علمتنى الحياة أنه ليس هناك مستحيل * أنا البطلة الحقيقية لفيلم «مراتى مدير عام» * لو أتيح لى إجراء حلقة من «على الناصية » لحاورتُ الرئيس وسألته هذا السؤال
دعت الإعلامية القديرة آمال فهمى إلى رعاية المواهب حق رعايتها، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يعيد لمصر قوتها الناعمة التى تراجعت بفعل المحسوبية والشللية . وفتحت صاحبة البرنامج الأشهر إذاعيا « على الناصية »- فى حوار خصت به » الأهرام »- خزائن أسرار علاقتها بالفنانة الراحلة شادية و منها أنها البطلة الحقيقية لفيلم « مراتى مدير عام » ، وهو السر الذى تكشف عنه لأول مرة . وتطرقت « ملكة الكلام » ( لقب حصلت عليه فى إحدى المسابقات التى أقيمت فى لبنان) إلى ذكرياتها مع الرئيس عبد الناصر ورجاله، وتراه زعيما كبيرا انحنى له ملوك ورؤساء العالم . وعن رأيها فى أداء الإعلاميين الآن، قالت إنها حزينة لما آل إليه حالهم ، مشيرة الى أنهم يعتمدون على الجرأة لا على الحق، ويفتقدون الثقافة. وإلى نص الحوار :
كيف ترين الفرق بين مصر الآن ، ومصر فى الستينيات والسبعينيات؟ فى الماضى كان هناك احترام للفن وتقدير للمواهب، وهذا الأمر ساعد على تقدم الفن . بصراحة ما الآفة التى تتمنين أن يتخلص منها المصريون؟ أتمنى أن يصدقوا فى كلامهم . ماذا علمتك الحياة ؟ علمتنى الحياة أن لاشيء مستحيل ، وإنما على الإنسان أن يقدم على ما يتخيله صعبا ، وسوف يقف الله سبحانه وتعالى الى جواره . حكمة تؤمنين بها ؟ لم يدع لى قول الحق صديقا . لو أتيح لك تقديم حلقة من برنامجك الأشهر (على الناصية) من تتمنين أن تحاوريه ؟ الرئيس السيسى لكى أسأله السؤال الدائم: « تحب تسمع إيه ؟ ». نعرف أن لكِ رأيا سلبيا فى الأم العاملة ما أسباب الاعتراض على عمل الأم؟ أتمنى ألا تعمل الأم ،لكى تتمكن من تربية الأطفال على الوجه الأكمل . أشعر أن أقرب الناس لأى طفل أمه، فكونها تتنازل عن هذه المهمة أمر غير مقبول . والطفل يوجد بينه وبين أمه علاقة يشعر بها وتشعر به ، حتى عندما ترتفع درجة حرارته . بصراحة أنا أعتبر الأم العاملة فاشلة. ولكن بعضهن يدعين أنه يمكن التوفيق بين الأمومة والعمل ؟ لا يمكن . لا يمكن ! والأم يُرتجى منها المشاعر والاهتمام بالزوج وتخفيف المشكلات عنه ورعاية الأطفال، وهى قائمة على ما خلقها الله له وهو رعاية البيت والزوج والأولاد . ألهذا السبب حرصت وأنت تعملين على عدم الإنجاب ؟ نعم لم أرد الإنجاب برغبتي، وشعرت بأننى لو قدر الله لى الإنجاب ، لتفرغت الى رعاية الأطفال ، وتركت عملى . ألستِ نادمة على هذا القرار ؟ إطلاقا . أستاذة آمال لو عاد بك الزمن مرة أخرى هل كنت تلتحقين بالإذاعة؟ بينى وبين الإذاعة قصة حب منذ أن كان عمرى 5 سنوات، وقد دخلتها أول مرة وكان عمرى 5 سنوات . وفى المرة الثانية دخلتها وعمرى 20 سنة ، وتذكرت المبنى الذى دخلته أول مرة . وأذكر أننى وقفت على » كوتشى » لكى أستطيع مواجهة الميكروفون ، مع مربية الأطفال » أبلة زوزو » وهى من أوائل الذين قدموا برامج للأطفال فى الاذاعة. وغنيت قطتى صغيرة اسمها نميرة »، وأجدت الغناء حينها ، وتذكرت تلك الواقعة وأنا أدخل الإذاعة شابة، وكانت ذكرى جميلة. عاصرت ثورة أيام الملكية وأيام ثورة يوليو .. كيف تقيمين تلك الثورة التى يرضى عنها قوم ، ويسخط عليها آخرون ؟ أحيى جمال عبد الناصر ، وقد مكن لمصر فى العالم ، وقد كنت مع الرئيس عبد الناصر فى أمريكا ، ورأيت كبار الملوك والرؤساء ينحنون له تقديرا. وأشهد له بأنه عبر عن مصر وحضارتها بأمانة وجدارة . تشهدين لعبد الناصر وأنت التى أصابك الضر من وزير إعلامه محمد فائق الذى أوقفك عن العمل نحو عشر سنوات بسبب استضافتك مواطنين من قرية »شبين الكنارية« محافظة الشرقية، واشتكى المواطنون من أن الكهرباء قد تخطت قريتهم إلى قرية »بهبناي« مسقط رأس على صبرى نائب الرئيس؟ كنتُ لا أرى مستحيلا فى قول الصدق ، فقلت كلاما ضد على صبرى برغم أنه كان نائب رئيس جمهورية ، فتم إيقافى عن العمل نحو عشر سنوات ، لأن محمد فائق وزير الاعلام آنذاك كان متزوجا من ابنة شقيق على صبرى . ألا تشعرين بالمرارة من هؤلاء الذين آذوكِ ؟ لا ، لأننى كنت أنا المخطئة ، لأننى هاجمت أحد الزعماء . ولكن أليس بشرا يخطئ ويصيب؟ نعم بشر ، ولكنه لم يكن مخطئا . كيف لم يخطئ وقد أباح لنفسه ما لا يُباح لغيره ؟ الحمد لله على كل حال، رب ضارة نافعة ! هل تعتقدين أنك كنت تستحقين هذا العقاب القاسى ؟ نعم . ألم يكن عقابا مبالغا فيه ( الإيقاف عن العمل 10 سنوات كاملة ) ؟ أحمد ربنا ، ورب ضارة نافعة ، فقد عملت فى إذاعة » أبو ظبي« وتحسنت كثيرا حالتى المادية . كيف تقيمين أداء الإعلاميين الآن ؟ هم غير مثقفين ، ويعتمدون على الجرأة وليس على الحق . وكنت ومازلت أتمنى أن تحرص المذيعات على أن يتركن شعرهن بشكله الطبيعى ، لأن أمهاتنا لسن فرنسيات ولا إيطاليات . أخيرا ما سر احتفاظك بذاكرة حديدية ؟ ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) ! قل هو من عند الله . أسباب تراجع قوة مصر الناعمة وكيف يمكن استعادتها ؟ انتشار المحسوبية على حساب الموهبة ، والاستعادة تكون بتقديم الاحترام الواجب لأصحاب المواهب، وبإعطائهم فرصا للظهور والنجاح . كيف تلقيت نبأ وفاة الفنانة شادية؟ شعرت بأننا فقدنا إنسانة عظيمة خصوصا أننى كانت تربطنى بها علاقات وثيقة لاسيما بعد فيلمها » مراتى مدير عام » عنى وعن زوجى الراحل محمد علوان ، حيث قرأت شادية فى الصحف ذات يوم أنه تم تعيينى مديرا لإذاعة الشرق الأوسط، وأن المخرج الكبير محمد علوان هو كبير المخرجين فى الإذاعة ، أى يعمل تحت رئاستى . وكنت فى أثناء عملنا معا ( أنا ومحمد علوان) محرجة، لاسيما أنه كان أكبر منى سنا ، ولكنه قال لى : مفيش أى إحراج، واعتبرينى إنسانا يؤدى واجبه كما هو . وكان يحضر الاجتماعات التى كنت أعقدها ، وكنت أحرج لاسيما عندما نختلف فى الرأى ، وكنت أتحاشى أن أعلن عن رأيى عندما يخالف رأيه ، وكان هو الآخر يتحاشى أن يختلف معى علنا . وهل كان الزملاء فى الإذاعة يعلمون أنكما زوجان ؟ نعم. هل التقيت بالفنانة شادية ؟ كانت تتصل بى فى التليفون وتسألنى أسئلة عنى وعن زوجى محمد علوان. برأيك ما هو الشيء الذى كان يميز الفنانة شادية؟ خفة الدم ، والحنان ، وتقبل الرأى الآخر . هل التقيتما بعد اعتزالها ؟ تقابلت معها فى أحد الأفراح ، ولم أعرفها لأنها كانت ترتدى حجابا . فقدمت هى نفسها لى وقالت لى : « مش عارفانى يا آمال ؟! قلت لها : أهلا وسهلا ؟ قالت لى : أنا شادية يا حبيبتى ! فرحبت بها جدا وكانت جميلة جدا فى الحجاب . فى أى سنة كان هذا اللقاء؟ لا أذكر. تقريبا منذ كم سنة ؟ حوالى 15 سنة . طرفة لك حدثت مع الفنانة شادية؟ أذكر أننى عندما دخلت الإذاعة ، الكل كان يعرف أننى أتمتع بصوت جميل . فطلبت منى الزميلة عواطف البدرى أن أقدم شادية فى أغنية » واحد اتنين » ، وكانت عواطف زميلتى فى الثانوى وتعرف أن صوتى جميل . فغنيت الأغنية على الهواء فى برنامج » ما يطلبه المستمعون » ، وللأسف الشديد حذرنى المسئولون فى الإذاعة من تكرار هذه الفعلة مرة أخري، وكادوا يفصلوننى بسبب أدائى لأغنية شادية« واحد اتنين». أى أغانى شادية أحب لقلبك؟ « قولوا لعين الشمس ما تحماشي» أستاذة آمال ..أى مناخ يصنع أمثال شادية وعبد الحليم وطه حسين والعقاد وسواهم من عمالقة الفن والأدب ؟ تقديرنا للموهوبين أينما كانوا واحترامنا لأصحابها هو الذى يصنع العظماء