أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى ترشحه لفترة رئاسية ثانية مطالبا المصريين بالنزول بكثافة فى الانتخابات الرئاسية لاختيار من يرونه أفضل لتولى منصب رئيس الدولة. ومن المسلمات والمبادئ الأساسية للإدارة أن أى منظمة لا تستطيع تحقيق أهدافها دون وجود شخصية قيادية تكون قادرة على الإدارة الحكيمة والقيادة الإستراتيجية الرشيدة لها، فالقيادة الإستراتيجية هى تعبير عن القدرة على التنبؤ والتحليل وتصور المستقبل، حيث تستطيع تلك القيادة التعامل مع المتغيرات الداخلية والخارجية المتعددة والمتشابكة بفكر مستنير يقوم على التنبؤ باحتمالات المستقبل، الذى تنسج خيوطة حقائق الماضي، ووقائع الحاضر، وتطلعات وآمال المستقبل. إن الفكر الإستراتيجى لدى القائد الاستراتيجى يعتمد بصفة أساسية على الاحتكام للعقل والمنطق وتغليب المصلحة العامة دون الوقوف على صغائر الأمور، ينظر القائد للأمور بعين البصر ونور البصيرة، تقوده الحكمة فى التصرف واتخاذ القرارات، يأخذ بالكليات ولا يقف عند الجزئيات، يرنو إلى المستقبل، ويحسب دائما النتائج المتوقعة لكل قرار. على هذا النحو.. فالقيادة الاستراتيجية التى ينتجها القائد الإستراتيجى عند مستوى رئيس الدولة.. هى القيادة الموقفية الحكيمة صاحبة القرارات المصيرية ذات الأبعاد الشاملة والنتائج العامة التى تمتد آثارها إلى أفراد المجتمع ككل، ويكون من أهم خصائصها الرؤية الثاقبة، القدرة على مواجهة المشاكل وحلها، القدرة على التفكير الخلاق، الرؤية الجيدة لمختلف القضايا القومية والدولية المعاصرة، والفهم الكامل لمجريات الأمور السياسية والاقتصادية على المستويين المحلى والخارجي. ان القيادة الاستراتيجية لرئيس الدولة.. هى القيادة القادرة على اتخاذ القرارات فى المواقف الاستراتيجية سلما وحربا، داخليا وخارجيا، شعبيا ومحليا، سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وتنمويا، قيادة تسعى إلى تبنى سياسات الإصلاح والتطوير فى شتى المجالات، وتحديث الدولة ومسايرة عصر تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات، والاستفادة من معطيات عالم العلم والمعرفة، قيادة تسعى إلى تحقيق مستقبل أفضل لشعب مصر. ومن ثم فإن من دواعى الواجب وتحقيق المصلحة العامة للوطن ضرورة مراعاة المواطنين التدقيق فى اختيار شخصية رئيس الجمهورية من بين المرشحين لشغلها فى يوم الانتخابات المقبل، ذلك أن الخطأ فى الاختيار إنما يعنى أننا أخطأنا فى حق مصر، وفى مستقبل مصر، فإذا لم تراع الدقة والموضوعية فى عملية الاختيار، وتوافر كل معايير وضمانات الاختيار الصحيح، فإن النتائج سوف تكون سلبية، وسوف تنعكس بآثارها السلبية على مستقبل البناء والتنمية فى مصر خلال المرحلة المقبلة. لذا فإن الاختيار للرئيس القائد الذى سوف يقود مسيرة البناء والتنمية خلال المرحلة المقبلة.. لابد أن تحكمه الأمانة، والصدق مع النفس، والتحرر من الهوي، والفكر السديد فى الحق، والاحتكام إلى العقل وحده، وتوخى المصلحة العليا للوطن واختيار موضوعى يقوم على أساس الاعتداد بمعايير موضوعية محددة تضمن توافر الخبرات، والقدرات الاستراتيجية، والمهارات القيادية العالية، اختيار ينبع من قراءة إنجازات تحققت فى السنوات الماضية، وإسهامات بناءة عرفت طريقها إلى النور، ومشروعات وأنشطة ملموسة كانت محلا لإشادة منظمات إقليمية وعالمية متعددة. لمزيد من مقالات د. حسين رمزى كاظم