قد يجد البعض تعارضا بين الشهر الكريم والاستمتاع بالاجازة الصيفية بسبب الصوم خلال ساعات النهار والجو العام الذي لا يتناسب كليا مع المصيف والاستمتاع بالشواطئ . لكن ربما تكون هناك وسائل مختلفة لقضاء اجازة صيفية ممتعة حتي إذا كان شهر رمضان يحتل جزءا كبيرا منها د. مديحة الصفتي-أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية توضح أنه ليس هناك تعارضا حقيقيا, فهناك العديد من الأسر التي تسافر إلي المصيف خلال شهر رمضان كما حدث في العام الماضي, بل إن كثيرين يفضلون قضاء أطول فترة من الشهر الكريم في أحد المصايف حيث تنخفض الحرارة, وفي تلك الحالة يمكن لصغار السن أن يلعبوا علي الشواطئ ويستمتعوا بالنزول إلي البحر أيضا, وخلال فترة ما بعد الإفطار يكون هناك فرص أكبر للتنزه وممارسة كل أشكال الترفيه.. أما الأسر التي لا تحبذ قضاء شهر الصوم في المصيف فيمكنها أن تؤجل تلك الرحلة إلي ما بعد انتهاء الشهر الكريم حيث ستكون هناك فترة كافية للتصييف قبل بدء العام الدراسي الجديد, علي كل أسرة أن توفق أوضاعها وتختار ما يناسبها سواء السفر إلي المصايف خلال رمضان أو بعده, أما قضاء الأبناء أوقات الفراغ والاستمتاع بالاجازة فلا يمثل مشكلة أو عبء فساعات النهار تكون درجة الحرارة مرتفعة ويصعب التنزه خلالها حتي في دون الشهر الكريم ويمكن استغلال تلك الفترة في ممارسة أنشطة مختلفة حسب احتياجات وميول الطفل أو الشاب مثل الاشتراك في دروس فنية أو موسيقية, دورات كمبيوتر أو لغات والاشتراك في العمل الأهلي, بالإضافة إلي ممارسة الهوايات المختلفة داخل المنزل.. أما فترة ما بعد الافطار فتكون فرصة حقيقية للعب والمرح حيث تخرج الأسرة الي النادي والأماكن المفتوحة ويلتقي الأبناء بأصدقائهم ويلعبون ويضحكون حتي ساعة متأخرة من الليل ويمارسون الرياضة, كما يمكن للآباء أن يلتقوا بأصدقائهم, وفي بعض الأيام يتبادلون الزيارات العائلية والاجتماعية التي يتميز بها الشهر الفضيل. وأخيرا تضيف د. مديحة: ليس من المعقول أن تحرم الأسرة الأبناء من أجازتهم لمجرد تزامنها مع شهر رمضان, وكل ما عليها أن تعيد تنظيم وقتها تبعا لساعات ما قبل وبعد الافطار, علي أن تستغل عدم تعارض الشهر الكريم مع الدراسة كما هو معهود, فلا داعي للتركيز علي نهاية الأسبوع للتزاور والتنزه بل علي الأم تحديدا أن تساعد أبنائها علي اكتساب المهارات الاجتماعية خلال تلك الفترة بدعوة أصدقائهم لقضاء يوما سويا وتناول الإفطار معا, مع ترسيخ أهمية صلة الرحم التي يصعب الحفاظ عليها إلا في أضيق الحدود بسبب الانشغال المستمر, أما شهر رمضان وتزامنه مع الاجازة الصيفية فسيكون فرصة حقيقية يجب استغلالها وتوظيفها بشكل مفيد.