يرتدي جلبابا أبيض, حاملا علي كتفه وعاء ضخما من الزجاج أو الألومنيوم, ولأن الحمل ثقيل, لف الوعاء بحزام من الجلد, وربطه في وسطه حتي لا يتزحلق منه, مما أجبره علي أن يمشي مائلا في الحواري والأزقة. بينما يحزم في الجانب الآخر بعض الأكواب, ويعلوها إبريق من الماء لزوم الغسل السريع للأكواب, بينما يخبط بصاج نحاس صغير, مربوط في أصابع يده, يصدر عنه رنين بنغمات مألوفة, وهو ينادي, شفا وخمير يا عرقسوس, ومشروب العرقسوس من المشروبات التي تنتعش تجارتها في أيام رمضان, مهنة تدب فيها الحياة في مثل هذا الوقت من كل سنة, حيث يلقي رواجا كبيرا. في منطقه إمبابة, تحدثنا مع احد أشهر بائعي العرقسوس, المعروف باسم زس.., شهر الكرامات, نبيع فيه ما يوازي مبيعات العام بالكامل, مما يضطرنا لبيع مشروبات أخري بقيه العام مثل السوبيا والتمر هندي. وبخبرة السنين والعاشق لمهنته, تحدث الشيخ عن أهم فوائد العرقسوس قائلا, انه المشروب الوحيد الذي يغسل الدم ويعمل علي تنقيته, ويهدئ الأعصاب. و للتحقق من هذه المعلومات, ذهبنا لواحد من المتخصصين, فيقول د.محمد دعبس أستاذ الكلي والمسالك البولية, الذي أكد علي أن مشروب العرقسوس له كل هذه الفوائد, وأضاف, أنه مهم جدا لمريض الكلي والمسالك البولية, فهو يساعد علي إدرار البول, عدم الإحساس بالعطش, وله أهميه في منع تكون الحصوات, ومهم أيضا لمريض القرحة, ويساعد علي الهضم بسهوله, ونصح دعبس بمراعاة عدم الإفراط في تناوله للأصحاء والمرضي.