هذه قصة كفاح رجل عظيم شوهد يركض هنا وهناك لجمع العلب الفارغة التى كانت تتخلص منها الطائرات المقاتلة التى تقصف قريته.. الكل كان مذعوراً إلا هو، فقد سعى وراء هدف لابد أن يحققه، وحتى فى أيام الحرب نظر إلى الأحداث من زاوية إيجابية..إنه يعيش فى بلد يسمون الفشل محاولة، حيث يبدأ الفشل عندما تستمع للمثبطين، وتعتقد أن الآخرين هم فقط الذين يستطيعون، وتقرر أنت وحدك التوقف عن المحاولة، فلنضع كل محاولة فاشلة تحت أقدامنا لأنها ترفعنا للأعلي. لقد ولد ذلك الرجل قبل الحرب العالمية الثانية فى عائلة فقيرة مات خمسة منها بسبب سوء التغذية، وفشل فى الدراسة فتركها، ثم عمل فى ورشة صغيرة وأقبل على ميكانيكا السيارات وأحبها، فاقترض مبلغا من المال ليعمل حلقات صمام لشركة سيارات كبري، ولكنها للأسف لم توافق مقاييس الشركة، وهنا دخل المدرسة ليطور تصميم الصمام، وبعد سنتين من الجهد والعمل وقع مع الشركة العقد الذى كان يحلم به، لكنه احتاج إلى بناء مصنع لتزويد الشركة بالكمية المطلوبة، وكان البلد فى حالة حرب، فرفضت الحكومة طلبه بتزويده بالأسمنت، فاخترع هو وفريقه عملية لإنتاج الأسمنت للمصنع، وما إن بدأ التصنيع حتى قصف المصنع فى أثناء الحرب فأعاد بناء الأجزاء المتضررة منه، ثم تم قصف المصنع مرة أخرى فأعاد بناء المصنع مرة ثانية، وهكذا بدأ يصنّع الكميات المطلوبة لتلك الشركة، وفى الوقت الذى عاش فيه نشوة النجاح، وقع زلزال كبير، فأصبح المصنع أثراً بعد عين فباع فكرة الصمام لإحدى الشركات، وفى هذه الأثناء عانت اليابان انقطاعا فى إمدادات البنزين ولكن صاحبنا بعزيمته قال: إنها فرصة، وقام بتصنيع دراجات هوائية بمحرك يعمل على «الكيروسين» المتوافر، ونجحت الفكرة، وتحققت الإنجازات، ففى عام 1968 باعت شركة هوندا مليون دراجة نارية إلى الولاياتالمتحدة، وكانت بداية الانطلاق إلى العالمية، ويعمل اليوم فى شركة هوندا ما يقارب من مائة ألف عامل لأن رجلا واحدا فقط عزم على ألا يتوقف عن المحاولة. لقد استطاع سيكيرو هوندا أن يقف صلب العود أمام الفقر والفشل الدراسي، وموت خمسة من عائلته بسوء تغذية، والحرب وتحطم مصنعه مرتين، والزلزال المدمر والركود الاقتصادى والمنافسة الشرسة من الشركات الكبري.. إنه يعلمنا أن ننهض بعد السقوط لنكون أشد وأقوى من ذى قبل، وقد قال عندما تسلم الدكتوراه الفخرية: «أؤكد لكم أن النجاح يمثل واحدا فى المائة من عملنا الذى ينتج عن تسع وتسعين فى المائة من الفشل»، وأخيراً ليكن شعارنا: «دع الحظ يذهب حيث شاء، وانظر إلى الأحداث من زاوية إيجابية» . محمد مدحت لطفى أرناءوط موجه عام سابق بالتعليم