الأربعاء الماضى كان يوما مشهودا فى حكاية قائد وقف بين يدى شعبه يقدم له كشف حساب بما تم إنجازه خلال حوالى أربع سنوات، تولى فيها مهمة وطنية لإنقاذ بلاده من مخططات استعمارية شيطانية أعدت وجهزت لاستكمال إسقاط الأمة بإسقاط قلبها النابض الذى تمثله مصر والتى أطلقوا على إسقاطها الجائزة الكبرى... ولأن التذكرة ضرورية بحجم الأهوال والتحديات التى مرت بها مصر أعاد إنعاش الذاكرة بمسيرة الآلام والتدمير واختطاف الثورات العربية ضد الاستبداد والفساد وتحالفات الثروة والسلطة.. وما حدث من تمكين للأذرع والعملاء والجماعات الإرهابية وزراعة التطرف والإرهاب. ورد الرئيس السيسى فضل كل ما حدث من نجاحات وإنجازات خلال السنوات الأربع إلى الصمود العظيم للشعب العظيم الذى احتمل ما يفوق قدرة البشر على الصبر والاحتمال.. هذا الصمود الذى لولاه ما عبرت مصر بحور الظلمات ومخططات التدمير والتقسيم التى عصفت بأشقاء وأسقطت دولا كبرى فى المنطقة. نعم لولا إرادة وصمود وصلابة وصبر الملايين البنائين وصناع الحياة فى هذا الوطن ما كانت تحققت إنجازات وأرقام أقرب للمعجزات فى أزمان قياسية وبأرقام قياسية... وأعتز بأننى لم أتوقف عن تأكيد هذا المعنى والفضل العظيم لهذه الأرصدة الشعبية التى تمثل الظهير الحقيقى لدولة 30/6 وضرورة توفير كل ما يدعم ويعظم صمودها البطولى ومكافأة ما قدموا لبلادهم وما صبروا عليه واحتملوه بسياسات وقرارات وتشريعات تخفف عنهم وتحملهم الأقل من تبعات وأثمان ما تطلبته الإصلاحات الاقتصادية على ضرورتها وبرفع مستوى الخدمات التى مازال الكثير منها بعيدا عن تصريحات وردية كثيرة وفى مقدمتها الصحة والتعليم وتكاليف وأعباء الحياة. التحية والتقدير والإشادة وكل ما توجه به الرئيس لصمود المصريين وكان فى رأيى الإطار الجامع لكل ما تحدث عنه من نجاحات وإنجازات أرجو أن يستكمل بسياسات وقرارات وتشريعات تدفع بواقع وحياة الملايين إلى الأفضل والأكثر رحمة وعدالة ورحابة فى آفاق الحريات وأن تظل المكاشفات والمصارحات الصادقة من الشعب إلى الرئيس ومن الرئيس إلى الشعب جسرا ممتدا ودائما وليس طقسا انتخابيا. فى إطار المصارحات كيف تفهم الملايين المتعبة والمثقلة بالأعباء رفع وسائل مواصلاتهم.. وإعلان وزير الصحة عن رفع أسعار 30 دواء ثالث ارتفاع فى عام واحد وأين الضرائب التصاعدية وتوسيع القاعدة الضريبية وما هى أرقام التهرب الضريبى والإنفاق الحكومى والرسمى عموما وماذا تم فى المسروق والمنهوب من أراض وثروات المطلوب منهم المزيد من الصبر ولماذا أسدلت أستار الصمت على أموال الصناديق الخاصة؟!. بالمؤتمر العالمى لنصرة القدس يواصل الأزهر وقفته وموقفه التاريخى والوطنى والإيمانى للتصدى بقوة وبعلم للجريمة التى ارتكبها الرئيس الأمريكى وقراره الباطل وجهله بالتاريخ واعتدائه على القرارات الدولية باعتبار القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيونى... ويوم وجهت التحية لوقفة الأزهر دعوت وتمنيت بأن تواصل المؤسسة العريقة بمكانتها العالية والعالمية ما يدعم ويعظم حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة والقدسالشرقية عاصمة لها على الأراضى التى احتلت بعد 1967، وبما يجعل ما فعلته جريمة الرئيس الأمريكى وقراره الباطل من إحياء ودعم وتعاطف دولى يظل مشتعلا إلى أن يتم تغيير الأمر الواقع الذى يريد أن يفرضه الكيان الصهيونى ويحقق حقوق الفلسطينيين فى أرضهم المحتلة.. الخطاب بالغ الأهمية الذى ألقاه الإمام الطيب فى افتتاح المؤتمر يجب أن يكون وثيقة من أهم الوثائق التاريخية للقضية ويترجم وينشر مع كلمات البابا تواضروس وبابا الفاتيكان وممثل مجلس الكنائس العالمية.. كلمة رئيس الشيشان حملت دعوة من أهم الدعوات الضرورية لنصرة القضية وهى وحدة صفوف أبنائها.. لا أعرف كيف يقبلون بانقسامات وصراعات لا تخدم إلا العدو ومخططاته؟!! أما كلمة الأمين العام للجامعة العربية وما أعلنه فيها عن استكمال الإدارة الأمريكية للقرار الباطل لرئيسهم بتقليص ميزانيات الدعم التى قررتها الاتفاقات الدولية لإغاثة الشعب الفلسطينى!! لا أتذكر الرقم الحقيقى للمليارات التى نهبها ترامب من المنطقة علاوة على مخططات التهديد والتبديد التى لم تتوقف لجميع إمكانات الأمة... هل لا نستطيع توفير المقتطع من أموال الإغاثة بترشيد إنفاق المؤسسات العربية التى لا أثر لها ولا فعل حقيقى فى مواجهة الأزمات التى شهدتها الأمة ومازالت وفى مقدمة هذه المؤسسات جامعة الدول العربية؟!! بالمناسبة ألا يجب أن يتقن الأمين العام اللغة العربية؟!!. نعم لعام 2018 لنصرة القدس وإبقاء القضية الفلسطينية حية ومتوهجة فى الضمير العالمى.. عام يتحقق فيه أهم دعوة وجهها فضيلة الإمام فى خطابه من أن تؤخذ من الإجراءات الفعلية المؤثرة والقادرة على التغيير ما يتجاوز ما اعتدناه من مؤتمرات لا تنتهى إلى نتائج جادة وفاعلة وعاجلة فوق الأرض. لا تسمح لى مساحة المقال بتناول كل ما تمنيت أن أتناوله من أحداث مهمة امتلأ بها الأسبوع الماضى وفى مقدمتها الذكرى المئوية لميلاد ابن من أعظم من عشقوا وطنهم جمال عبدالناصر أصاب وأخطأ ولكن ظل عاشقا لتراب بلده ولكرامتها ولبشرها الكادح والمعطر بالعرق وبالعمل الذى ظل يحمل ملامحهم وملامح صبرهم وكفاحهم.. لم أستطع لسنوات أن أخفف جرح ما حدث فى 1967 وكيف سمح لبعض فسدة فى القوات المسلحة أن يمكنوا المؤامرات الاستعمارية التى لم تتوقف على هذا الوطن وعلى التجربة الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى أراد أن يحققها... أحسست أن جرحا عميقا كان داخله وأراد أن يخففه بحرب الاستنزاف وإعداد الجيش للانتصار العظيم الذى حققه فى 1973... وأن موته المبكر ربما كان من أهم أسبابه أنه لم يستطع التسامح مع ما لم يستطع حماية بلاده منه... وأيضا حجم الضغوط والمعاناة الهائلة التى تحتملها القيادة الأمينة والعاشقة لوطن بحجم مصر وبحجم استهدافها... وأنه لو طال به الأجل لعالج ما حدث من أخطاء وخطايا. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد