معظم المرشحين الرئاسيين الأمريكيين لا يغادرون أفكارهم حتي إذا غادروا بلادهم بأجسادهم. ولهذا فقد كان الهدف الرئيسي من الجولة الخارجية الأولي للمرشح الجمهوري الرئاسي ميت رومني هو كسب تأييد قطاعات من الناخبين لحملته. والهدف الثانوي هو إظهار الخلاف بينه وبين المرشح الديمقراطي الرئيس أوباما في السياسة الخارجية. فاختياره لزيارة بريطانيا وبولندا وإسرائيل, وتجاهله لدول مهمة مثل ألمانيا والصين يعكس اهتمامه بكسب أصوات الأمريكيين البولنديين في ولايات متأرجحة في الوسط الغربي وأصوات اليهود. ولأن الأعراف تمنع أي مرشح من انتقاد الرئيس القائم خارج البلاد فقد بادر رومني بالهجوم قبل بدء رحلته واعتبر أن رسالته الأولي هي استعادة القيادة العالمية القوية للولايات المتحدة التي أهدرها أوباما علي حد وصفه بسذاجته وضعفه في التعامل مع الأعداء والأنداد مثل روسيا والصين وإيران, وتخاذله في إظهار الدعم للحلفاء. المشكلة هي تعثر رومني في كل محطات جولته. في بريطانيا أخطأ بانتقاده عدم التأمين الكافي للدورة الأولمبية. وكانت المفاجأة الحقيقية استهزاء الشعب البريطاني بتعليقاته وهو أسوأ من الغضب. وفي وارسو أخطأ بعدم إدراكه أن بولندا قد تجاوزت أزمة نصب الحائط الدفاعي الصاروخي في أراضيها, وأن فشل سياسة أوباما في إعادة ضبط زر العلاقات مع روسيا يعني استمرار الغطاء الأمريكي. وفي اسرائيل أخطأ لأنه لم يتفهم الفرق بين العلاقة السيئة بين أوباما ونيتانياهو والدعم الأمريكي القوي لإسرائيل والمتوج باتفاق تعاون عسكري جديد, ولم يطرح جديدا بشأن عدم السماح لإيران بامتلاك السلاح النووي. مشكلة رومني لم تكن في المقارنة بينه وخطاب أوباما الشهير في برلين عام 2008 ولكن في أن التغيير الحقيقي في سياسة أوباما الخارجية كان هامشيا عن سابقه بوش وبالتالي فلم يكن هناك مجال لإظهار اختلافه عنه جذريا. هكذا أضاع رومني رسائله للداخل والخارج. المزيد من أعمدة سجيني دولرماني