استعرض رومنى فى خطابه الاكثر توسعية حول سياسة الولاياتالمتحدة الخارجية , والذى القاه أمس الثلاثاء فى مؤتمر قدامى المحاربين فى الحروب الخارجية بمدينة رينو بولاية نيفادا , بادئاً هجوما جديدا وعدوانيا على الرئيس أوباما في مجال الأمن القومى . حيث أتهم المرشح الرئاسى الجمهورى ميت رومنى الادارة الامريكية للرئيس اوباما بخيانة البلاد من خلال تسريب معلومات سرية لوسائل الاعلام تتعلق بالامن القومى الامريكى لتحقيق مكاسب سياسية للرئيس اوباما . جاء هذا الخطاب عشية جولة خارجية لرومنى سيبدأها اليوم الاربعاء الى بريطانيا وبولندا واسرائيل تهدف إلى تلميع مؤهلاته ليكون قائد للولايات المتحدة , حيث يكافح المنافس الجمهوري لكسب التأييد في قضايا السياسة الخارجية ضد أوباما ، الذي يتمتع بتأييد شعبي نتيجة لحملة الهجوم التي أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن ولمعالجته الدبلوماسية الاميركية . وطالب رومنى بأجراء تحقيق فورى ومعرفة المتسبب فى تسريب المعلومات السرية ومعاقبته . فقال السيد رومني عن التسريبات , ان " هذا السلوك حقير , انه يخون مصلحتنا الوطنية ويتطلب اجراء تحقيق كامل وفوري . " خطاب رومنى الهجومى سلط الضوء ايضا على مفهوم أوسع يضغط الجمهوريون من اجل ترسيخه وهو : أن السيد أوباما وإدارته " خانوا " ثقة أقرب حلفاء أميركا . فهاجم رومنى السياسة الخارجية لادارة اوباما مشيرا الى أن اوباما تخلى عن اقرب حلفاء الولاياتالمتحدة فى حين انه لم يقف في وجه خصوم مثل الصين و روسياوايران. وأشار رومنى انه " بالنسبة للأمن القومى والسياسة الخارجية – كما هو الحال مع أقتصادنا – فقد كانت السنوات القليلة الماضية مليئة بالتراجعات " . كما انتقد رومنى الطريقة التى تتعامل بها ادارة اوباما مع اسرائيل , قائلا أن الشعب الاسرائيلى يستحق افضل من تلك المعاملة . كما قال أن " أوباما قوض موقف اسرائيل ، والذي كان اصلا صعبا بما فيه الكفاية "، وأضاف " انه حتى في الأممالمتحدة ، وسط تصفيق حماسي من أعداء إسرائيل – حسب وصفه -- ، اوباما تحدث كما لو كان أقرب حليف لنا في الشرق الأوسط ( اسرائيل ) هى المشكلة " . يذكر أن بعض القادة الإسرائيليين لا يشاطرون هذا الرأي ، فالعام الماضى قال ايهود باراك ، وزير الدفاع الاسرائيلى ورئيس الوزراء السابق ، ان أوباما كان مؤيدا قويا للغاية لاسرائيل في ما يتعلق بأمنها . كما أن بعضهم أشاد بأوباما لمعارضته محاولة السلطة الفلسطينية فى الاممالمتحدة لاقامة دولة . كما أن أختيار رومنى للكلمات الاستفزازية يضيف الى جهود الجمهوريين لتعريف السيد أوباما بأنه لا يتماشى مع الاهداف الامريكية والقيم الأساسية في الداخل والخارج . فكان مسؤول جمهورى رفيع المستوى يهاجم أوباما بوصفه معاديا لحرية التجارة وعازما على تعزير دور أكبر للحكومة في الاقتصاد . كما أنتقد رومنى أوباما لعدم بذل المزيد من الجهد لدعم المظاهرات الديمقراطية في إيران ، وقال أن المنشقون في طهران " يجب أن يسمعوا صوتا واضحا لا لبس فيه من الرئيس اميركي يؤكد حقهم في أن يكونوا أحرارا ". وفيما يتعلق بمنهجه فى التعامل مع الملف النووى الايرانى , طالب رومني للمرة الأولى ايران بوقف جميع انشطة تخصيب اليورانيوم موضحا انه لن يسمح لايران بأمتلاك سلاح نووى . لكنه لم يحدد ما سيفعله كرئيس اذا لم يستجب الايرانيون لطلبه . وحول أفغانستان لم يعرب رومنى بشكل صريح عن تأييده لخطة سحب كل القوات الامريكية من أفغانستان بحلول 2014 – وهو الجدول الزمنى المدعوم من الرئيس اوباما وزعماء حلف الناتو -- وأشار الى أن توقيت الانسحاب لا يزال سيعتمد على على رؤية وردود فعل القادة العسكريين حول الاوضاع على أرض الواقع . كما قالت حملة رومني أمس الثلاثاء انها ستجعل ال 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية لمصر مشروطة بحفاظ مصر على اتفاق السلام مع اسرائيل . وعلى الجانب الاخر , رفض جاي كارني , المتحدث باسم البيت الابيض , التعليق على انتقادات السيد رومني وقال أن أوباما " قد أوضح بشدة أنه لا يوجد لديه تسامح مع وجود تسريبات " . وهاجم نائب الرئيس , جوزيف بايدن , خطاب السيد رومني ووصفه بأنه " كلام وتهديد فارغ ". وقال بايدن أن " رومنى ينتقد سياسات الرئيس اوباما من دون تقديم أي بدائل ." في مثل هذا الاتهام الصارخ حول تواطؤ البيت الابيض في تسريبات تتعلق بالامن القومى ، أشار السيد رومني ومساعديه الى تصريح السناتور الديمقراطية ديان فينشتاين , التى هى رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ، يوم الاثنين والذى جاء فيه ان " بعض تسريبات الأمن القومي ستكون قد تم تسريبها من قبل البيت الأبيض لكن أوباما لم يكن وراءها " . لكن مباشرة بعد خطاب السيد رومني ، أستنكرت السيدة فينشتاين تصريحاته وقالت انها أصيبت " بخيبة أمل " من الطريقة التى فسر بها رومني تصريحاتها . وقالت " انا قلت انني لا أعتقد أن الرئيس سرب معلومات سرية " ، وأضافت " لا ينبغي لى أن أتكهن أبعد من ذلك ، لأن حقيقة الأمر هو أنني لا أعرف مصدر هذه التسريبات " . Comment *