فرقت الأجهزة الأمنية السودانية موكبا سلميا دعا له الحزب الشيوعى للاحتجاج على الغلاء وسط الخرطوم أمس، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع واعتقل جهاز الأمن عددا من المحتجين. وبدأت احتجاجات متفرقة فى العاصمة السودانية وعدد من الولايات غضبا من موجة غلاء طاحن اجتاحت الأسواق عقب تنفيذ الموازنة الجديدة للدولة. ومنذ الصباح الباكر طوقت الشرطة والسلطات الأمنية المكان الذى حدده الحزب الشيوعى ل "موكب سلمي" عند حدائق الشهداء القريبة من القصر الرئاسى وسط العاصمة، على أن يتجه الموكب بشارع الجامعة غربا حتى مقر حكومة ولاية الخرطوم لتسليم مذكرة تعبر عن رأى الحزب فى الموازنة. ومنعت الشرطة قبل تجمع الموكب أى مظاهر للتجمهر، لكن مع رفض منظمى الموكب التفرق وصلت إلى المكان تعزيزات شرطية اشتبكت مع المحتجين بعنف. وهتف المحتجون ب "لا لا للغلاء" و"سلمية ضد الحرامية". وقدر ناشطون مشاركون فى الموكب بنحو ألف محتج، وشاركت قيادات سياسية على رأسها السكرتير العام للحزب الشيوعى محمد مختار الخطيب وعديد من كوادر الحزب وبعض ناشطى التنظيمات السياسية والمنظمات المدنية. واضطرت الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع واعتقال بعض المحتجين، طالت ناشطين وصحفيين. واستهدفت السلطات الأمنية من شرعوا فى تصوير الموكب السلمي، الذى يعد أول احتجاج لافت ومنظم وسط الخرطوم، حيث دواوين الحكومة والجامعات.