هذا الكتاب هو من النصوص النادرة جدا فى المكتبة العربية التى ترتبط بالمستقبل.. الكتاب هو: (نهاية القرن الأمريكى وبداية القرن الأوراسى الحزام الاقتصادى وطريق الحرير) وصدر منذ أيام عن دارى سما للنشر وبين الحكمة للتعمير عمرو عمار، الذى قدم من قبل نصه السابق (الاحتلال المدني) وفيه فسر مؤامرة الربيع العربى الزائف وكشف الأطراف التى خططت فيه من الداخل والخارج لهدم الدولة الوطنية ثم أتبع بكتابه (خريف الاحتلال المدنى خلفية ما جرى للعرب فى لعبة الحروب الدينية) لتفسير عمليات بناء حائط صد مكون من مجموعة حكومات إسلامية عمادها القاعدة وداعش والتنظيم الدولى للإخوان والعثمانية الجديدة، ضد تمدد لاعبى الشرق الأوراسي، وقطع تواصل طريق الحرير البحرى موضوع كتابه الثالث.. ويأتى الصراع على أوراسيا (التقاء آسيا وأوروبا) وقطباه روسياوالصين ترجمة لكلمة بريجينسكى مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق «أن من يسيطر على أوراسيا يسيطر على العالم»، ومن هنا نفهم ما رأته وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2008 عن انتقال الاهتمام الدولى إلى الباسفيك بعد الشرق الأوسط، ولعل ما نراه الآن من تضاغطات فى بحر الصينالجنوبى وتغيرات دراماتيكية جدا فى باكستان وإيران وماينمار، لا بل فى إفريقيا، وحول خطوط الغاز هو لتأسيس نشأة نظام اقتصادى مواز لاقتصاديات الغرب يزحف من ناحية الشرق الأوراسى ويحاول التخلص من هيمنة الدولار على النظام المالى العالمى يستعيد معيار الذهب كغطاء لسلة العملات سواء بتجمع «بريكس» أو «الآسيان» أو شراكات مع دول جنوب شرق آسيا أو مجلس التعاون الخليجى أو مصر.. عملية استراتيجية كبرى تسعى إلى تحرير العالم من قيود ومعايير مؤسسات «بريتون وودز» المجحفة بالذات للدول المتخلفة أو الصغيرة.. الكتاب رصد بانورامى لكل ما يستتبع ذلك التحول الضخم فى العلاقات الدولية، ويقدم مجموعة من النبوءات الكبرى لطرق تحديد أهداف الضرب فى خريطة العالم البازغ، ومنها على سبيل المثال باكستان التى تعد أبرز مثال لعلاقات التعاون بين الصين ودولة نامية، والتى يراها الكاتب هدفا مقبلا لضربة استعمارية تنتمى للنظام الاقتصادى القديم.. هذا كتاب يستحق أن يُقرأ.. نعم يستحق. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع