لا أظن أن هناك حادثا إرهابيا أصاب المصريين من قبل بمثل هذا الوجع الذي أصابهم بسبب المذبحة الخسيسة في مسجد الروضة ورغم ذلك سرعان ما استطاع الشعب المصري أن يفهم الموقف ويدرك معناه وأن يجهض كل المحاولات المريبة المتعمدة لتوظيف الغضب المشروع ضد الإرهاب باتجاه معاكس لتبديد الحماس وتفريغ الهمة والانشغال بتوجيه سهام الاتهامات يمينا ويسارا بدعوي وجود تقصيرات أمنية. أدرك المصريون بوعي ومسئولية تستحق كل التقدير وكل التحية أن احتمالات التقصير واردة دائما ولكن هناك فرق كبير بين أهداف خبيثة لضرب الروح المعنوية من خلال الإيحاء الكاذب بامتلاك الإرهابيين لقدرات خارقة تفوق قدرات القوات الأمنية وبين أهداف نبيلة من وراء البحث عن أية ثغرات في المنظومة من أجل تنمية قدرة المتابعة الواعية لتطورات الأحداث ووضع الرأي في الصورة الكاملة لما يجري. نعم يستحق الشعب المصري كل التحية وكل التقدير لأنه كان أكثر وعيا وحصافة من بعض النخب السياسية والإعلامية التي غاب عنها أن أخطر شيء علي الروح المعنوية هو التعامل مع مثل هذه الأزمات باستعلاء ومحاولة استلهام الحكمة بأثر رجعي! وحزينا أقول: إن بعض الكتاب وبعض الآراء في الصحف وعبر الفضائيات افتقدت القدرة اللازمة للتعمق الكافي في قراءة ورؤية أبعاد الجريمة الإرهابية الخسيسة وحدودها ومن ثم نشأ العجز الواضح في محتوي السطور والكلمات عن رؤية الصورة علي حقيقتها... وأظن أن ذلك يستوجب منا وقفة تأمل وتفكير فيما جري وفي أسلوب تناولنا له ليس من أرضية الرغبة في جلد النفس والذات وإنما لتقصي أسباب وجذور ما حدث علي مسرح الجريمة وعلي صفحات الصحف وشاشات الفضائيات. خير الكلام: بعض الكلام أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمرُ من الصبر وأحر من الجمر! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله