2 استكمالا لحديث الأمس عن مخاطر الهجمة الشرسة التى تتعرض لها اللغة العربية أبادر إلى القول بأنه لابد أن نحافظ لأجيالنا الجديدة على تراث للاعتزاز والمباهاة بما صاغه الإسلام منذ أربعة عشر قرنا على شكل حضارة انطلقت من رؤية متقدمة استشرفت آفاق الكون والحياة وبمقدورها أن تحمى ذاتها من الانحراف والسقوط أمام الحضارات الأخرى التى تختلف فى مقدماتها ونتائجها عن منظومتنا الحضارية وتراثنا الاجتماعى ثم إنه لا معنى ولا جدوى من أحاديث الوحدة والتكامل العربى فى غياب القاسم المشترك وهو اللغة العربية ومن ثم فإن حماية اللغة قضية سياسية بالدرجة الأولى تقع ضمن مسئوليات جامعة الدول العربية. إن حماية اللغة العربية من السقوط ليس هدفا ثقافيا فحسب وإنما هو ركيزة أساسية لتنمية الاعتزاز بثوابت الأمة العربية وقيمها وهويتها ولترسيخ الأفكار الهادفة إلى نبذ عوامل الفرقة ودعم أواصر التضامن وتوحيد الجهود لتصب فى خدمة المصلحة العربية العليا. إن اللغة العربية كانت وينبغى أن تظل جسرا للتواصل بين أفكار الأمة لنتمكن من ردم الفجوة وإزالة الجفوة وتشجيع الحوار لتوحيد الصفوف وإنارة الدروب وزراعة الثقة وإصلاح ما أفسده الدهر لا سيما على صعيد مقاومة موجات التطرف والإرهاب. وعلينا أن نعتز وأن نفخر بامتلاكنا للغة عريقة لها شخصية متميزة أبرزها أنها تجمع ولا تفرق وتشرح ولا تجرح وتضمد ولا تبدد وكل مفرداتها استشراف للمستقبل بأكثر من كونها استشهاد بالماضى! ولعل ذلك ما يدفعنى إلى ضرورة العمل على حماية اللغة العربية ومصطلحاتها .. وليست صرخة مجمع "الخالدين" قبل أيام ودعوته إلى إصدار قانون جديد لحماية اللغة العربية فى مصر سوى جرس إنذار قبل أن تلفظ لغتنا الجميلة أنفاسها الأخيرة! خير الكلام: إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله