أصاب الرئيس السيسى كبد الحقيقة حينما وضع يده على أهم أسباب التمييز ضد المرأة فى وطننا ألا وهو عدم الإحترام الكافى والضرورى والواجب للمرأة فى معظم مراحل عمرها، طفلة تختتن وطفلة تتزوج وأخرى تحرم من التعليم لصالح الولد، وصبية وشابة وكهلة تحرم من الميراث الذى كتبه الله لها نصيبا مفروضا، شابة يتم التحرش بها ثم تٌتهم أنها السبب حتى فى بيوت الله يتم تعذيب المرأة إما بتخصيص أماكن قليلة أو غير نظيفة أو يضعونها فى أدوار عالية تشق على كثير من النساء تسلقها وكأنهم يقولون لها ليس من حقك ارتياد المساجد، وامرأة عاملة تٌحرم من حقها فى الترقى بالوظائف العليا فى مؤسسات الدولة إلا النذر القليل الذى يسمح به رئيس مؤسسة يتمتع بأفق واسع وتحضُر كاف ٍوتربية عالية جعلته يحترم النساء منذ الصغر. إن تسلق القمم عمل احترافى ولكنه بالنسبة للمرأة طريق وعرة وزحف على البطون مع العقبات التى توضع فى طريقها بسبب عدم المبالاة والازدراء والتمييز لكونها امرأة وكلها مرادفات لأهم وصف للداء شخصًه الرئيس فى إحدى كلماته فالمساواة فى هذا المعنى المهم «الإحترام» سوف يستتبعه تقدم فى كل شىء. لست من المنادين بشكل المساواة التى تريد الدول الغربيةوأمريكا أو أى ثقافة أخرى مختلفة عنًا يتم تصديرها إلينا، ولكنى مع ضرورة عودة الطريق الذى ضاع من بين أرجلنا طريق الهدى النبوى ومنهج الحبيب محمد فى إكرام المرأة واحترامها، أليس هو القائل صلاة وسلاما عليه «ما يكرمهن إلا كريم ولايهنهن إلا لئيم» ولكم أن تحصوا كمِ اللئام فى مصر! نريد رجالا يمتلكون شجاعة الرسول فى إعلان حبه لزوجته السيدة عائشة أمام الجميع، نريد رجالا يتعاونون مع زوجاتهم العاملات وغير العاملات فى شئون المنزل اليومية كما كان يفعل رسول البشرية نريد رجالا وصفهم الرسول بأن إيمانهم كمل بحسن خلقهم وأن خيرهم لنسائهم، هذه هى المعانى الحقيقية التى يجب أن يكون عليها إحترام المرأة فى مجتمعاتنا وسوف نسبق بهذه المعانى أمما أخرى تدًعى أنها حققت للمرأة مالم تحققه دولنا، فالولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا لم توقع على اتفاقية الأممالمتحدة للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة التى تبنتها المنظمة منذ عام 1979 رغم أن 185 دولة أى ما يزيد على 90% من الدول الأعضاء فى المنظمة الدولية وقعوا عليها، ربما لم يلتفت شعب الولاياتالمتحدةالأمريكية لهذه الحقيقة ولكن شعوب العالم عبرت عن حزنها لرفض أمريكا تقرير ماتراه حقوق الإنسان الأساسية للنساء. فى تقرير صدر عن الساحة الإقتصادية العالمية فى عام 2006 تحت عنوان «الفجوة النوعية العالمية» تم قياس كفاءة النوع فى 115 دولة وذكر المؤلفون أنه لايوجد بلد فى العالم نجح فى القضاء على فجوة النوع ويؤكدون أن هذا التباين ليس قضية النساء بقدر ما هو قضية حقوق الإنسان التى ينبغى أن تهم كل فرد. إن التحرش بالمرأة الذى هو أبرز علامات عدم إحترامها قد وصل إلى الانترنت 23 % من نساء العالم تعرضن للايذاء عبر الانترنت وأن كثيرا منهن يشعرن بتهديد حقيقى بعد فشل شركات التواصل الاجتماعى فى حمايتهن، وذلك على عهدة وكالة «د.ب.أ لندن». هل يعرف العالم أن القانون فى أمريكا يسمح بالتمييز ضد الأمهات فى التوظيف فى كثير من الولايات! هل يعرف العالم أن التمييز ضد النساء العاملات أو حديثى الولادة هو واحد من أكثر الشكاوى المتكررة التى تتلقاها لجنة تكافؤ الفرص فى هونج كونج! إن الحديث عن نساء مصر والعالم حديث طويل وواسع وممتد وذو شجون ولا يغرنكم الأباطيل التى يروجونها فى الغرب عن حقوق المرأة التى حصلت عليها كاملة فسوف أروى لكم بعض هذه الأباطيل فى مقال قادم إن شاء الله. لمزيد من مقالات سهيلة نظمى;