استطاعت القوات المسلحة المصرية خلال السنوات السبع الماضية أن تحافظ على الأمن القومى المصرى فى ظل العديد من التهديدات والتحديات التى تعرضت لها الدولة، داخليا وخارجيا ومرت بالبلاد من أتون الأزمات إلى مرحلة الاستقرار، واستطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة وأن تدخل فى حرب شرسة ضد العناصر والتنظيمات الارهابية، وعلى الجانب الآخر أسهمت بشكل كبير فى التنمية الشاملة للدولة وتحقق إنجازات غير مسبوقة فى المشروعات القومية الكبرى وفى أزمنة قياسية . وإذا نظرنا فى البداية على التهديدات التى كانت تواجه الدولة المصرية وبخاصة بعد ثورة يناير فسنجد أهمها المحاولات الدولية وبمشاركة عناصر داخلية إلى إنهاء أسطورة الجيش المصرى كما كان يزعم الغرب، لأنه الحجر العثرة أمام مخطط الشرق الأوسط الموسع وتقسيم المنطقة، لذا فكان الهجوم عليه بشكل شرس ، ومحاولة جر القوات المسلحة الى اقتتال داخلى مع الشعب، ليتكرر نموذج سوريا وليبيا، إلا أن القيادة الحكيمة وقتها استطاعت أن تعبر بالقوات المسلحة والشعب معا إلى بر الأمان وتفسد الخطط التى كانت بتمويل خارجى . وفى نفس الوقت تعرضت أيضا الدولة المصرية لمؤامرة خطيرة من جماعة الإخوان الإرهابية بفتح سيناء مرتعا للجماعات الإرهابية و تسكين عدد كبير من الإرهابيين الأجانب فى سيناء، معتقدين أن تلك الجماعات ستكون ظهيرا قويا لهم، وسيتمكنون من مواجهة الجيش المصرى فى حال اى تحرك ضدهم، كما جاءت الأزمة الحقيقية بما يحدث فى ليبيا على الحدود الغربية وسيطرة بعض التنظيمات الإرهابية على الأوضاع هناك والانقسام الداخلي، مما أثر بالسلب على المنطقة الغربية المصرية، ومحاولات إدخال عناصر إرهابية الى الأراضى المصرية من تلك الجهة، ايضا تهريب كميات كبيرة من الاسلحة لتكون فى يد الجماعات الإرهابية لمواجهة الجيش والشرطة المصرية. بالإضافة إلى محاولات بعض الدول الغربية وبخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية للضغط على مصر بمنع المعونة العسكرية وأيضا حجز الطائرات المصرية لديها والتى كانت تتم صيانتها، وإيقاف صفقات بعض الأسلحة، فى الوقت الذى كانت فيه القوات المسلحة تحتاج إلى التطوير والتحديث لمجابهة التهديدات وحماية الحدود وأيضا السواحل الشاسعة. وعلى الجانب الداخلى فقد مرت الدولة بالعديد من الأزمات الاقتصادية مما أثر بالسلب على الأمن الاجتماعى للمواطنين، بجانب انهيار البنية التحتية وتلاعب التجار بالأسعار مما أحدث العديد من الأزمات الحقيقية داخل المجتمع المصري. كل تلك التهديدات الداخلية والخارجية لا تقوى أى دولة على حلها فى أزمنة قصيرة إلا أن القوات المسلحة المصرية استطاعت أن تتدخل فى جميع الأزمات والتهديدات الداخلية والخارجية من أجل الحفاظ على الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل، وهى بالطبع مهمتها الأساسية. فعلى مستوى التهديدات الخارجية والحدودية والإرهابية، بدأت القوات المسلحة بعد 30 يونيو تنفيذ عملية عسكرية ضخمة داخل سيناء مازالت مستمرة لمحاصرة والقضاء على الجماعات الإرهابية الموجودة بها، وفى نفس الوقت ضربت القيادة السياسية عرض الحائط بجميع الضغوط من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص المعونة والتسليح، وتنفيذ أسلوب تنوع مصادر السلاح من العديد من الدول مثل فرنسا وألمانيا وروسيا، وكوريا الجنوبية ، الأمر الذى أضفى قوة جديدة الى التسليح المصري، وبجانب التطوير فى التسليح، كان هناك التدريب العالى المستوى لجميع أفراد القوات المسلحة ، مما دعا العديد من دول العالم إلى أن تطلب تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة المصرية. كما استطاعت القوات المسلحة أن تسيطر بشكل كبير على الوضع فى سيناء، وعلى الشريط الحدودى الغربي، كما تم انشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية فى المنطقة الغربية لحماية الحدود والمشروعات الاقتصادية فى هذا الاتجاه، وأيضا إنشاء الأسطول الشمالى والجنوبى ولواءات مشاة البحرية ، لحماية المياةهالاقليمية والاقتصادية المصرية فى البحرين الأحمر والمتوسط ومنع عمليات التسلل الى داخل السواحل وحماية حقول الغاز ومقدرات الشعب المصري. فى كل تلك الاثناء حملت القوات المسلحة على كاهلها التنمية الشاملة داخل الدولة ، من خلال رصف للطرق والنفاق والكباري، والمدن الجديدة فى جميع محافظات الجمهورية، و المساهمة فى توفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة للمواطنين للقضاء على جشع التجار. لم يقف دور القوات المسلحة عند هذا الحد بل قامت بالمساهمة فى تنفيذ مشروعات من خلال جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة منها المدينة السمكية ببركة غليون التى افتتحها الرئيس السيسي، وأيضا مشروع البتلو، وأيضا الزراعة بالصوب، كل تلك المشروعات الكبرى تحقق الأمن الاقتصادى والأمن الاجتماعي، بجانب الأمنى والعسكري، وجميعها تصب فى مصلحة الأمن القومى المصري. إن القوات المسلحة المصرية استطاعت فى 4 سنوات تحقيق إنجازات ضخمة لايمكن أن تحققها أعتى الدول فى عشرات السنين، وذلك بفضل الروح التى يتميز بها المقاتل المصرى على مر العصور.