بالرغم من الظروف والتحديات الكبيرة التى تمر بها المناطق الحدودية الاستراتيجية، فإن الجيش المصرى يثبت يوما بعد يوم قدرته على مواجهة التحديات والتغلب عليها، وسيظل حائطا منيعا ضد أى مخططات تسعى الجماعات الارهابية والعناصر المسلحة لتنفيذها داخل حدودنا، حاميا للأمن القومى المصرى والعربى. ولعل تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلاب الكلية الجوية حول الجهود الذى تبذلها القوات الجوية المصرية لتأمين الحدود المصرية لاسيما الغربية منها على مدى السنوات الاخيرة تعكس بشكل مباشر حجم المجهودات التى يقوم بها الجيش المصرى ممثلا فى القوات الجوية «نسور مصر» وقوات حرس الحدود ووحدات التدخل السريع والقوات الخاصة ووحدات مكافحة الارهاب التابعة للشرطة المدنية فى مكافحة الارهاب ومنع التسلل عبر الحدود ومنع تجارة المخدرات والسلاح، من خلال ضبط الشريط الحدودى الذى يتجاوز طوله الف كيلو متر، وذلك بعد فترات طويلة من المحاولات المستمرة من العناصر الارهابية للدخول الى الاراضى المصرية، كنتيجة طبيعية للعمليات التى تخوضها القوات المسلحة ضد تلك الجماعات الضالة فى سيناء والقضاء على معظم تلك العناصر التى تسعى الى تثبيت وجودها فى المنطقة الغربية نظرا لشساعة الاراضى بها و محاولات الاختفاء والتموية التى تتم بها. وبالنظر الى حدود مصر الغربية نجد انها فى فترة ما بعد ثورة يناير ومع بدء الاقتتال الداخلى فى ليبيا تم تهريب كميات كبيرة من السلاح الى الأراضى المصرية، كما استطاعت عناصر ارهابية التسلل الى مصروالوصول الى سيناء أو التمركز فى تلك المنطقة فى محاولة يائسة منهم لتنفيذ عمليات ارهابية ضد الدولة المصرية وذلك بالتعاون مع الجماعة الارهابية ممثلة فى تنظيم الإخوان الإرهابى فى فترة حكمه لمصر. وقد استطاعت القوات المسلحة وقيادة المنطقة الغربية ان تحبط الكثير من عمليات التسلل وتهريب السلاح والمخدرات عبر تلك الحدود الشاسعة على الرغم من الضغوط الشديدة التى كانت على الحدود مع ليبيا فى ذلك الوقت، وقامت القوات المسلحة بتطوير وتحديث منظومات المراقبة على الحدود للسيطرة على تلك العمليات والتعامل معها فورا حتى تمكنت من السيطرة على الوضع رغم الصراع المسلح الذى يدور على الجانب الآخر من الحدود. ومع ضبط الحدود - وهى المهمة الكبرى الأولى - بدأت عناصر المنطقة الغربية العسكرية فى عمليات تطهير الأراضى من الجماعات الارهابية التى نفذت عددا من جرائمها فى تلك المنطقة فى محاولات لتشتيت الانتباه عن الوضع أو عن العمليات التى تتم فى سيناء من قبل الجماعات الارهابية وبالتنسيق بينهم، وذلك فى مهمة دقيقة بالنسبة لأبطال القوات المسلحة، حيث تتميز تلك المنطقة الصحراوية الشاسعة بتضاريسها الصعبة، وصحرائها الواسعة. بالاضافة إلى ذلك فإن الزيارات المتعددة التى قام بها الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الى المنطقة الغربية على مدى ال 36 شهرا الماضية لمتابعة إجراءات التفتيش ورفع الكفاءة القتالية لتشكيلات المنطقة بعد تطويرها وتسليحها ورفع كفاءتها القتالية والفنية، تعكس مدى اهتمام القيادة العامة بتلك المنطقة المهمة، والعمل المتواصل على رفع كفاءة القوات بما يمكنها من تنفيذ كل ما تكلف به من مهام لتأمين حدود مصر على الاتجاه الاستراتيجى الغربى . كما أن الدور الكبير الذى تقوم به قبائل وعواقل السلوم ومطروح وسيوة من أبناء مصر الشرفاء، فى دعم القوات المسلحة لتأمين حدود مصر الغربية، يؤكد يوما بعد الآخر أنهم جزء أصيل مكمل للقوات المسلحة فى أدائها مهامها فى حماية الوطن أرضا وشعبا، ويظهر ذلك جليا من استجابتهم الى دعوة الرئيس السيسى بتسليم الأسلحة التى كانت أبرز نتاجها على مدى العامين الماضيين قيام شيوخ وعواقل محافظة مطروح بتسليم قيادة المنطقة الغربية العسكرية منذ ديسمبر 2013 وحتى الان أكثر من 7000 قطعة سلاح متنوعة. وفى ظل نجاح العملية الشاملة حق الشهيد التى تنفذها القوات المسلحة بشمال سيناء ودخلت مرحلتها الثالثة فإن الجماعات الارهابية لاتزال تسعى بكل الطرق للحفاظ على وجودها فى مصر وتهدف الى نقل عملياتها الى المنطقة الغربية من مصر، الا أن القوات المسلحة بالمنطقة الغربية بالتعاون مع القوات الجوية وحرس الحدود يحققون نجاحات كبرى يوما تلو الآخر فى المنطقة الغربية بالتوازى مع ما يحدث فى سيناء. وفى النهاية فإن الازمة الحقيقية التى واجهتها القوات المسلحة عقب ثورة يناير تمثلت فى عدم سيطرة الجانب الليبى على حدودع بشكل سليم مما ادى الى تسريب عناصر ارهابية بالتواكب مع أحداث الثورة الى داخل الحدود المصرية، كما أن حلف الناتو أسهم فى زيادة تلك التحديات عندما أغرق ليبيا بالسلاح لمواجهة القذافى مما اثر بشكل مباشر على الأمن القومى المصرى، وايضا فتح المجال امام عناصر وجماعات ارهابية تستوطن الاراضى الليبية فى ظل غياب سيطرة الدولة كما حظرت الاممالمتحدة السلاح عن ليبيا لتقوض به عمل الحكومة الشرعية امام الارهاب والجماعات المسلحة التى يصل اليها السلاح عن طريق التهريب، وبالرغم من كل ذلك فإن القوات المسلحة المصرية استطاعت فى وقت وجيز أن تسيطر على كل شبر من الحدود الغربية بفضل يقظة نسورها من القوات الجوية وقوات حرس الحدود وتضافر جهود جميع أبنائها المخلصين الذين يقدمون أرواحهم فداء للبلاد كل يوم.