حققت القوات المسلحة العديد من النجاحات فى الاتجاه الغربى وتوجت بتحرير النقيب الحايس فى عملية عسكرية متكاملة، وأظهرت مدى دقة وكفاءة القوات التى شاركت فى تلك العملية،وفى نفس الوقت التخطيط المتميز والدقيق الذى أوصلنا إلى تلك النتيجة الحاسمة، والمبهرة فى نفس الوقت والتى أعطت خلالها درسا قاسيا للجماعات الإرهابية التى تسعى إلى التسلل الى الداخل المصرى وتنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات الجيش والشرطة. والحقيقة التى يجب أن نضعها نصب أعيننا فى البداية هى ان ليبيا اصبحت أرضا خصبة للجماعات الإرهابية المختلفة، بل إنه بجانب التنظيمات التى ظهرت بعد الأزمة الليبية، انضمت إلى هناك تنظيمات داعش والقاعدة وبوكو حرام وايضا العائدون من أفغانستان ومن سورياوالعراق، كل هؤلاء دخلوا إلى الأراضى الليبية فى ظل حالة الانفلات الموجودة وعدم السيطرة على الأوضاع هناك، وجميع تلك التنظيمات موجودة فى معسكرات يتم فيها تدريب العناصر الجديدة واعادة تأهيل القادمين من الخارج ، حتى يكونوا مستعدين لأى عملية يكلفون بها خارج الحدود الليبية. ومن المعروف أيضا أن هناك دولا تقف خلف تلك التنظيمات وتمولها بالمال والسلاح وعلى رأسهم قطروتركيا، لتنفيذ المخططات التى يطمحون اليها، وعلى الجانب الآخر يسعى الجيش الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر بتتبع تلك الجماعات والتنظيمات المختلفة، للقضاء عليها وتطهير الأراضى الليبية منها ، إلا أن المجتمع الدولى لا يساند الجيش الليبى بدليل أنه حتى الآن ومنذ أكثر من 3 سنوات هناك قرار من مجلس الامن بحظر تصدير السلاح إلى الأراضى الليبية، مما يجعل الجيش الليبى مقوضا فى كثير من الاحيان، وبالنسبة للجماعات الإرهابية فإن السلاح يتم تهريبه إليهم بطرق غير مشروعة، وعبر العديد من الاماكن الحدودية، وبتمويل ضخم من الدولة القطرية، التى تعتبر تلك الجماعات رأس الحربة الذى توجهه قطر إلى أى دولة على خلاف معها. كما أن حالة الانكماش التى تظهر فى تنظيم داعش الإرهابى فى كل من العراقوسوريا، جعل التنظيم يعيد الانتشار مرة أخرى بالتسلل إلى تركيا، ومنها نقلهم إلى ليبيا، وهذا ما اتضح أخيرا. وبما أن الحدود المصرية الليبية تصل الى 1200 كيلو متر فى الصحراء الغربية بجانب الساحل، وبما أن قطر مازالت هى الخصم والعدو لمصر منذ فترة طويلة، وبعد أن تمت المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وتضييق الخناق على التنظيمات الارهابية فى سيناء خلال الفترة الماضية، فتحاول الآن التنظيمات الإرهابية كداعش وغيرها استغلال الحدود الغربية للتسلل إلى الأراضى المصرية، لتنفيذ العمليات العسكرية معتقدين أنهم يستطيعون استغلال ذلك وأن القوات المسلحة المصرية غير قادرة على السيطرة على المساحة الشاسعة من الحدود الغربية، لذا فقد تعددت عمليات التسلل بشكل كبير خلال الفترة القليلة الماضية، إلا إنه فى كل مرة كانت القوات الجوية وحرس الحدود بالمرصاد لتلك العناصر ، وتم تدمير العديد من العربات ذات الدفع الرباعى المحملة بكميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات فى محاولة للتمركز بأى نقطة فى الصحراء الغربية وإقامة معسكرات تدريب للعناصر ونقطة للانطلاق لتنفيذ اى عملية عسكرية يتم تكليفهم بها. ان القيادة السياسية والعسكرية المصرية أدركت منذ فترة تلك التهديدات من خلال الحدود الغربية واستغلال التنظيمات الارهابية للحدود الغربية، لذا فقد نوعت القوات المسلحة من تسليحها، وبخاصة فى مجال مراقبة الحدود من خلال نقاط مختلفة بالإضافة إلى أحدث الأجهزة التى تكشف أى عمليات تسلل ، بالاضافة إلى عملية التمشيط المستمرة التى تنفذها القوات الجوية فى تلك المنطقة الحدودية الشاسعة، وبناء على التهديدات الجديدة أنشأت القوات المسلحة قاعدة محمد نجيب العسكرية، وبالقرب من المنطقة الغربية العسكرية، حتى يحدث تنسيق وتكامل فى تمشيط ورصد وتدمير لأى محاولة اختراق للحدود أو تنفيذ اى عملية ارهابية فى تلك المنطقة، وبالنسبة للسواحل الغربية فقد تم امداد القوات البحرية بأحدث القطع الحربية التى استطاعت ان تسيطر بشكل حازم على السواحل المصرية ومنعت اى عملية اختراق للسواحل من اى اتجاه. الحقيقة هنا التى يجب أن ندركها جيدا، أن عمليات التسلل والاختراق من قبل الجماعات الإرهابية لن تتوقف بالعكس، فكلما كانت هناك اموال تضخ لتلك الجماعات ، وتعليمات بتنفيذ عمليات داخل الحدود المصرية، فتلك المحاولات لن تتوقف، ولكن يجب أيضا أن يكون على المجتمع الدولى دور فى تلك الازمة التى تدار من الاراضى الليبية، وان يتم رفع الحظر عن تصدير السلاح الى الجيش الليبى لتطهير باقى الارض، والسيطرة على الحدود، فمن المعروف انه لا توجد حاليا اى قوات حرس حدود ليبية تستطيع السيطرة على الوضع هناك وهو الامر الذى يزيد العبء على القوات المسلحة المصرية. والمتتبع للوضع يجد ان هناك تحديا حقيقيا أمام القوات المسلحة المصرية خلال الفترة المقبلة فتلك الجماعات ستستمر فى عملياتها الا ان الجيش المصري، قادر على تدميرهم تماما لو حاولوا اختراق الحدود المصرية. [email protected]