هناك مواقف من الممكن أن تمر على الإنسان و لا يقف عندها كثيرا ولكن هناك أخرى لا يمكن أن تمر دون أن يكون لها أثارها السيئة في نفس اى إنسان على الرغم من بساطتها،منها ما يتعرض له البعض عند ذهابه للبنك لإنهاء بعض مصالحه الخاصة. وهذا الموقف عايشته أنا وغيري أكثر من مرة داخل احد اكبر واهم البنوك الوطنية في مصر ولا ادري أن كانت هذه الظاهرة موجودة في باقي البنوك المصريه ام لا وهى باختصار شديد تتلخص في كلمه (الواسطة) سبب كل بلاء وتأخر في اى مجتمع فمن المعروف عند إنهاء اى إجراء تقوم به داخل البنك لابد أن تحصل على رقم به دورك وهذا شئ جميل ولكن الذي يحدث في بعض الأحيان عكس ذلك تماما ففي احد الأيام ذهبت لأحد فروع هذا البنك الذي أتعامل معه وحرصت على الذهاب مبكرا لاستطيع الانتهاء في وقت مناسب يسمح لي بالذهاب لعملي وقمت بسحب الرقم الخاص بخدمة العملاء وجلست في انتظار دوري كغيري وبمرور الوقت لاحظ الجميع أن الذي يقوم بالخدمة الفعلية على حسب الأرقام التي مع العملاء موظف واحد فقط أما الأخر فتقريبا لا تتحرك الأرقام عنده بل ثابتة على رقم واحد تقريبا ولفترة طويلة فقام احد العملاء وتحدث مع موظفة بالبنك عن هذا الوضع فبادرته قائلة. (وهما يعملوا إيه دول قاعدين من الصبح كده أنت شفت حد قام من مكانة أو اتكلم مع حد دول ماشين أمبارح الساعة التاسعة مساء وانأ ماشية الساعة السادسة مساء . فسكت العميل ولكن بعد فترة لاحظ الجميع أن هذا الموظف الذي لا تتحرك الأرقام عنده يدخل له عملاء ويقوموا بتخليص مصالحهم الخاصة دون حتى أن ياخذوا أرقام لأنهم ببساطة (واسطة) وانه شغال منذ الصباح على هذا الوضع وكل فين وفين لما يأخذ عميل من الناس اللى منتظره دورها فانفجر احد العملاء واخذ يصيح ويطلب وضع حد لهذه الفوضى واشتعل الموقف بين الناس. هنا فقط بدء الموظف يتعامل مع العملاء كل على حسب دوره. وخلال هذه الساعات الطويلة في البنك لم يكن هذا هو الموقف الوحيد بل كانت هناك أمور مشابهة في العمليات الأخرى مثل السحب والإيداع فخلال هذه الساعات التي جلستها بالبنك كان هناك شخص يجلس بجانبي ومعه رقم يحدد دوره وبعد فترة دخل شخص البنك من الواضح أن له علاقات مع بعض الموظفين فناداه وتحدث معه في أن معه شيك يريد صرفة ويريد أن يمشى لأنة لا يستطيع الانتظار حتى ياتى دوره فقال له انتظر وذهب يتحدث مع احد الموظفين وعاد إلية مرة أخرى واخذ منة الشيك وسلمه لأحد الموظفين أمام الجميع وقال له تعالى بعد ربع ساعة تجد كل شئ جاهز. وبعد اقل من نصف ساعة على هذا الموقف دخلت سيدة من الأقاليم ومعها شيك تريد صرفة ولكنها تريد أن تلحق بميعاد مع الطبيب ولا تستطيع الانتظار حتى ياتى دورها فقال لها نفس الموظف اللى قام بتخليص الشيك للعميل فى ربع ساعة دون أن تأخذ دورها لا نستطيع أن نتجاوز الناس استأذنيهم! تخيلوا! وغيرة وغيره من نوعية هذه الأفعال والتي تسير أمامنا كعرض مستمر. وهذه ليست المرة الأولى ولا الأخيرة اللي سوف تجد فيها مثل هذا السلوك الذي طال كل شئ حتى وان كان في بعض فروع هذا البنك العريق ومن بعض موظفيه فالشئ البديهى أن الانطباع الذي ياخذه العميل عن اى بنك هو من الموظف الذي يستقبله من اصغر واحد إلى مدير الفرع والذي تقع عليه مسئولية سير العمل في البنك ومدى انضباطه فعندما تكون الإدارة سليمة تستطيع أن تقود بكفاءة وخصوصا فى هذا المكان المهم الذي يمثل احد الشرايين الهامة لاقتصاد اى بلد فالإدارة الناجحة تستطيع الارتقاء بالعمل الموكل إليها دون حدوث مشكلات. فمن غير اللائق أن يخرج العميل من البنك وهو يحمل معه مثل هذه المواقف. لمزيد من مقالات أمانى جمال الدين;