بعد دعوة الجيش الزيمبابوى المواطنين إلى الخروج فى مظاهرات سلمية، شهد ميدان «جرواندس» التاريخى فى العاصمة هرارى مظاهرات حاشدة أمس، للمطالبة برحيل الرئيس روبرت موجابى، بعد 37 عاما من توليه حكم البلاد، وهو الميدان نفسه الذى كان قد شهد مظاهرات مرحبة بعودة «موجابى» من المنفى، فى ثمانينيات القرن الماضى. فقد تدفق الآلاف على شوارع هرارى، للمشاركة فى المظاهرة الضخمة التى حملت اسم «مسيرة التضامن»، وهم يلوحون بالأعلام ويرقصون ويغنون، ابتهاجا بسقوط «موجابى»، ودعما للجيش الذى وضع حدا لحكمه الاستبدادى. وحمل المتظاهرون، الذين ساروا أمام قصر موجابى، صورا لقادة الجيش. كما التقطوا الصور مع الجنود الذين كانوا يحمون المسيرات، ورفعوا لافتات تحمل شعارات مثل «موجابى.. أرحل من زيمبابوى»، بينما عانق آخرون الجنود الذين أمسكت مؤسستهم بزمام السلطة، وأخذوا يرددون «شكرا.. شكرا». ورفع البعض لافتات كتب عليها «لا لأسرة موجابى»، وهم يلوحون بقبضة يدهم فى الهواء، فى إشارة إلى الحرية، بينما لوح شباب بصورة قائد الجيش، كونستانتينو تشيوينجا، ونائب الرئيس السابق، إيمرسون منانجاجوا، الذى أدت إقالته الشهر الحالى إلى تدخل الجيش، وقالوا: «هذان هما الزعيمان اليوم». من جانبه، قال الصحفى تريفور نكوبى، فى تغريدة على «تويتر»: «أيها العالم ندرك جيدا المخاطر والصعوبات التى تواجهنا، ونثق فى قدرتنا على مواجهة التحديات.. نتذكر مصر أيضا»، موضحا أنه «بعد 37 عاما من الاستبداد، دعونا نستمتع بهذه اللحظة». وقال فرانك موتسينديكوا «34 عاما» لوكالة «رويترز»، وهو يلوح بعلم زيمبابوى: «هذه دموع الفرحة.. انتظرت طول عمرى هذا اليوم.. أحرار أخيرا.. نحن أحرار أخيرا». وأعربت شريحة متنوعة من المجتمع الزيمبابوى عن دعمها المسيرة فى العاصمة هرارى، من بينها جمعية المحاربين القدامى ذات النفوذ، و»حركة التغيير الديمقراطى»، اللتان كانتا على خلافات فى السابق. وذكر كريس موتسفانجوا، رئيس الجمعية: «إننا بصدد توحيد مجموعة كبيرة من سكان زيمبابوى.. إننا نطالب شعب زيمبابوى بالمشاركة فى المسيرة». وكانت صحيفة «ذا هيرالد» الحكومية الرئيسية قد كشفت عن أن الحزب الحاكم دعا «موجابى» أمس الأول إلى الاستقالة. وقالت الصحيفة إن أفرع الحزب فى كل الأقاليم العشرة بزيمبابوى دعت أيضا إلى استقالة جريس، زوجة موجابى، التى كانت تتطلع إلى أن تخلف زوجها فى المنصب، ما أثار حالة من الغضب، ودعا الجيش إلى التدخل ووضع «موجابى» تحت الإقامة الجبرية.