تعد الشائعات من أخطر الأسلحة التى تهدد المجتمعات فى قيمها ورموزها إذ يتعدى خطرها الحروب المسلحة بين الدول بل إن بعض الدول تستخدمها كسلاح فتاك له مفعول كبير فى الحروب المعنوية أو النفسية التى تسبق تحرك الآلة العسكرية ولا يتوقف خطرها عند هذا الحد فحسب بل إنها تعد خطرا اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا. إذن سوق الشائعات غالبا ما يكون غير معروف فحينما يروج شخص شائعة وعندما تسأله عن مصدرها يقول (سمعتها من فلان) أو يقولون كذا دون التحقق من صحة ما يقول والشخص المروج للشائعات إما أن يكون حاقدا أو جاهلا أو مستفيدا من ترويج الشائعة وانتشارها وخير دليل على ذلك ما رأيناه فى فترة اندلاع الثورات العربية حيث يستغل البعض الأخبار لإثارة الشائعات عمدا لإحداث حالة من الخوف والفوضى عند الناس ليشعروا بعدم الأمان مستخدمين فى ذلك عمليات أن النظام السابق كان الأفضل فعلى الأقل كنا نشعر بالأمن والأمان ورخص الأسعار وهذا هو أهم مطلب تسعى الثورة المضادة إلى تحقيقه وللشائعات آثار نفسية وحسية فبمقدورها القضاء على مجتمعات كاملة فى حين أنها لم تواجه من قبل الأطراف الراعية وتزداد خطورتها إذا كانت هناك جهة ما تزيد نار الشائعة طلبا لمبتغياتها فالشائعة ببساطة تجعل من الصواب خطأ ومن الخطأ صوابا وقد دعمها أحيانا بعض الوجهاء ورجال الدين وبانتشارها وسيطرتها على عقول المجتمع قد تغير فى السلوكيات وفى التعاطى مع أمور معينة بالنسبة للأفراد وقد يصعب إبطالها أحيانا بالنسبة للأفراد فى المجتمع وتشرب المجتمع لها. والشائعات يمكن التغلب عليها على النحو التالى بالإيمان والثقة بالبلاغات الرسمية، عرض الحقائق على أوسع مدي، ويجب أن تستغل الصحافة والإذاعة والتليفزيون فى تقديم أكثر ما يمكن من الأنباء الجيدة مع حذف الشيء الرديء، كذلك الثقة فى الزعماء أمر جوهرى ومطلوب فى مقاومة سوق الشائعات، كذلك بذل الجهد فى العمل والانتاج وشغل الناس بما يعود عليهم بالنفع هذا ما يساعد إلى حد كبير فى إبطال الشائعات المغرضة، بذل الجهد لمواجهة حروب الجيل الرابع وعدم الاستماع إلى الشائعات التى تستخدم فى هدم الدول وطرح المعلومة الصحيحة الصادقة التى تطمئن المواطنين على أمنهم وسلامتهم. إن مواجهة الشائعات تحافظ على الهوية لأى أمة فالأمن القومى قائم على وجود هوية وتضافر الجهود المؤسسية للحفاظ على اللحمة الوطنية بدلا من التقاتل والفوضى كذلك لابد من تطبيق العدالة الاجتماعية جيدا لكى يأخذ كل مواطن حقه دون تميز مما يشيع الثقة والبهجة داخل كل مواطن حتى يشعر بمفهوم الوطنية ونحن قادرون على مجابهة المخاطر والشائعات مهما كانت وأينما وجدت على أرض مصر. لمزيد من مقالات مصطفى سلامة