"لن أتقاعد نهائياً عن الحكم، ولن أرحل إلا عندما يأتيني الموت، وإنني سأستمر رئيسا طالما الله يريد بقائي في موقعي"هكذا صرح روبرت موجابى بعد أن تربع على كرسي الحكم ل 37 عاما ،ورغم أن زيمبابوي لم تعرف رئيسا غيره منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1980، لكن دوام الحال من المحال. عاش موجابى مناضلاً قبل توليه الرئاسة، إلا أن فترة حكمه عرفت بالقمع الشديد، حتى أصبح يتفاخر بأنه يقود حزب لديه "درجات في العنف" وهو ما صرح به أثناء تحذيره لأعضاء اتحاد التجارة قبل الإضرابات عام 1998. بدأ موجابى رحلته السياسية في ال 36 من عمره، و شارك في الحركة الوطنية ضد الاحتلال الانجليزي عام 1964 ، مما أدى إلى حبسه لمدة 10 سنوات، توفي خلالها ابنه الأول وهو في السجن بسبب الملاريا كان موجابى في شبابه منضبطاً بشكل غير عادي وصارماً. تولت والدته، وهي معلمة، تربيته هو وأشقائه الثلاثة، بعد ان تركهم والده للعمل في جنوب أفريقيا، لكنه لم يعد ، مما اضطر موجابى للمساعدة في تدبير نفقات الأسرة من خلال عمله كراعي أبقار. ورغم نشأته في أسرة كاثوليكية مع أم متدينة، قال موجابي لإذاعة جنوب إفريقيا منذ سنوات إنه "لا يؤمن بالمسيح" “لقد مُت عدة مرات – وهذا يجعلني أتفوق على المسيح – فهو مات وبُعث مرة واحدة بينما أنا فعلت ذلك أكثر من مرة” عمل موجابى مدرساً قبل أن يصبح ثورياً، ولذلك كان التعليم من أولوياته عندما تولى منصب رئيس البلاد. وتحت قيادته، أصبح الزيمبابويون أكثر الشعوب الملمين بالقراءة والكتابة في أفريقيا، حصل على سبعة شهادات جامعية. ونال ستة منها عن طريق التعلم عن بعد أثناء وجوده في السجن. وتغطي تلك الشهادات مجالات : التعليم، الاقتصاد، الإدارة، والقانون. تزوج موجابى مرتين، الأولى من سالي هايفرون، التي تعرف بها أيام دراسته في غانا، وتوفيت في عام 1992 ونالت احترام الزيمبابويين و سموها “أماي” أو “الأم” ، ثم ارتبط بغريس موغابي، وكانت في نهاية العشرينيات من عمرها حين تزوجها ، وإمعاناً في بسط سيطرته، أعلن موجابى عن ترقية زوجته ، إلى منصب رئيسة رابطة المرأة في حزب زانو، الذي يترأسه ، وهو ما جعل الكثيرين يتوقعون صعودها إلى منصب نائب الرئيس. تم تجريد موجابى من العديد من الجوائز والأوسمة. ففي عام 1994، منح موجابى الوسام الفخري “فارس الصليب الأكبر” من قبل الملكة إليزابيث الثانية، وفي 25 يونيو 2008، ألغت الملكة لقب الفارس الفخري بعد نصيحة من وزير خارجية المملكة المتحدة. وقد أفادت تقارير أن هذا الإجراء تم اتخاذه بسبب استمرار موجابى في انتهاك حقوق الإنسان وتجاهله للعملية “الديمقراطية” في زيمبابوي. كما أنه تم إلغاء ما لا يقل عن ثلاثة من الدرجات الفخرية والدكتوراه من الجامعات العالمية التي منحت له في الثمانينات. هذا هو رئيس زيمبابوي الحالي روبرت موجابي البالغ من العمر 93 عاما والمتهم بمحاولة توريث الحكم لزوجته والذي تعرض حكمة مؤخرا لهزة كبيرة نتيجة لتحرك الجيش للقضاء على الفاسدين من المحيطين به وفقا لما جاء في البيان الأول للجيش. هل سينجح موجابى هذه المرة في الحفاظ على منصبه وحياته كما نجا مرات عديدة من الموت سابقا؟ سؤال سنعرف إجابته خلال الأيام القليلة القادمة. لمزيد من مقالات نيفين عماره;