ربما تسدل الأحداث المتواترة، في العاصمة الزيمبابوية، هراري، بعد سيطرة الجيش عليها، ووضع الرئيس روبرت موجابي، ستارة النهاية، لحكم روبرت موجابى، الرئيس الثاني لزيمبابوي، والذي بقي في كرسيه 30 عامًا، بدأت في عام 1987 حين تقلد منصب الرئيس التنفيذي لدولة زيمبابوي. ولد موجابى البالغ من العمر 93 عامًا، في 21 فبراير 1924، وعمل بالتدريس لفترة قصيرة، توجه في أعقابها إلى جامعة فورت هير في جنوب إفريقيا وتخرج منها عام 1951، واستأنف موجابي دراساته العليا في درايفونتين عام 1952، وساللسبيري عام 1953، وجويلو عام 1954، وتنزانيا من عام 1955 حتى عام 1957، وفي وقت لاحق إلتحق بأكاديمية أتشيموتا، والمعروفة حالية باسم مدرسة أتشيموتا الثانوية، وتقع في أكرا عاصمة غانا، واستمر في الدراسة هناك منذ عام 1958 حتى عام 1960. حصل موجابي على ثمان شهادات جامعية تراوح بين البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، بينما كانت التخصصات التي يحب دراستها هي التربية، والاقتصاد، وقد حصل على بعض هذه الشهادات من جامعات لندنوجنوب إفريقيا بواسطة التعليم عن بعد، كما حصل على العديد من الدرجات الجامعية الفخرية من عدة جامعات عالمية. عام 1964 اعتقلت السلطات البريطانية عدد من الزعماء الأفارقة في روديسيا بمن فيهم روبرت موجابي وجوشوا نكومو وإيدسون زفوبجو عام 1964 وظلوا في السجن مدة طويلة إقتربت من عقد كامل، وفي هذه الأثناء بدأ موجابي تعلم القانون. وأطلق سراحه عام 1974، وترك روديسيا وتوجه إلى موزمبيق وتولى بنفسه قيادة جيش زانو الذي تموله الصين والمعروف باسم جيش التحرير الزيمبابوي الإفريقي القومي، وعام 1975 شكل موجابى ميليشيا خاصة به، وعلى الرغم من فوز المجلس القومي لإفريقيا المتحدة بزعامة آبل موزوريوا في الانتخابات، إلا أن جبهة موجابي لم تعترف بنتائج الانتخابات وكذلك جبهة جوشوا نكومو واستمرا في القتال، واستجابت الحركات المتصارعة لدعوات الحوار في عام 1979، وانتهت المحادثات بإقرار دستور جديد لجمهورية زيمبابوي الجديدة، وتم تحديد موعد إجراء الانتخابات في فبراير عام 1980، ثم تم انتخاب كنعان بانانا الذي استلم مقاليد الحكم عام في نفس العام ولمدة سبع سنوات، بعدما انتهى حكم البيض في زيمبابوي عقب سنوات من الحرب. واجه موجابى اتهامات من دول غربية بالديكتاتورية والعنصرية، بعدما رصدت ارتكابه جرائم ضد شعبه واضطهاد معارضيه، وفرضت بريطانيا عقوبات ضد زيمبابوي في إطار مجموعة الكومنولث، ومنعه الاتحاد الأوروبي من دخول أراضيه عام 2002. كان موجابى ضمن القائمة المرشحة لجائزة نوبل للسلام عام 1981، وعندما فاز في الانتخابات الأولى في زيمبابوي الجديدة، أعلن عن تخليه عن الثأر من البيض قائلًا "إن شعبنا صغارا وكبارا، رجالا ونساء، أبيض وأسود، الأحياء منهم والأموات، في هذه المناسبة، كانوا متحدين في شكل جديد من أشكال الوحدة الوطنية التي تجعل كلا منهم زيمبابويين". حصل موجابى عام 1994، على الوسام الفخري "فارس الصليب الأكبر" من قبل الملكة إليزابيث الثانية، وفي 25 يونيو 2008، ألغت الملكة لقب الفارس الفخري بعد نصيحة من وزير خارجية المملكة المتحدة، نتيجة للقرارات التي اتخذها موجابى ضمن سياساته المستمرة في انتهاك حقوق الإنسان وتجاهله للعملية الديمقراطية في زيمبابوي، كما تم إلغاء ما لا يقل عن ثلاثة من الدرجات الفخرية والدكتوراة من الجامعات العالمية التي منحت له في الثمانينات. ورجحت تقارير صحفية، أن يكون السر وراء تمتع موجابى بصحة جيدة أن يكون تناول "السادزا" الوجبة الشعبية الرئيسية في زيمبابوي التي تُحضر من الذرة غير المصفاة، كما أنه لا يدخن على الرغم من تناوله بعض الخمر على العشاء.