استطاع فريق من الباحثين فى تخصصات علمية مختلفة وبالتعاون بين مركز بحوث وتكنولوجيا الإشعاع بهيئة الطاقة الذرية والمركز القومى للبحوث، أن يحققوا إنجازا جديدا بالكشف عن الميكروبات داخل السوائل بسرعة لا تتعدى الدقائق العشر بدلا من انتظار يوم كامل للحصول على نتائج الفحص، كما تمكن الفريق من إيجاد فروقات بين الميكروبات السالبة والموجبة فى الوسط المائى دون التأثير على الخلية الحية الميكروبية، وهذا البحث سيكون له نتائج مبهرة فى التطبيقات الطبية. وتوضح د. علا محمد جمعة أستاذ التكنولوجيا الحيوية الميكروبية بهيئة الطاقة الذرية أن الحاجة للكشف عن الميكروبات فى الأوساط المائية بسرعة ودقة كانت الدافع وراء فكرة البحث عن إيجاد أجسام متناهية الصغر، أو ما يعرف بأجسام النانو ليتم استخدامها فى الكشف السريع عن وجود بكتيريا سالبة الجرام وهى بكتيريا ممرضة، وقد تم تحضير هذه الجزيئات من «سيلينيت الكادميوم» مع النحاس وتم تغليفها بأحد أنواع البوليمرات التى تتيح لها القابلية للذوبان فى الأوساط المائية، وقد تم قياس الوميض الضوئى الناتج عن ارتباط الجزيئات مع البكتيريا فى مدة أقل من عشر دقائق، بينما كانت المدة الزمنية للقياس 24 ساعة، وتم أيضا باستخدام نفس التقنية الحصول على فروق فى الوميض بين الخلايا الحية والميتة وبين الخلايا السالبة والموجبة الجرام. وتعد هذه النتيجة الأولى من نوعها وتحتاج إلى دراسة أخرى لمعرفة أسباب تلك الاختلافات. فقد قام د. على عكاشة أستاذ مساعد الأطياف وتطبيقاتها بالمركز القومى للبحوث بتحضير وتوصيف وقياس الجزيئات بواسطة جهاز قياس الوميض الضوئي، وتم اختيار أحد أنواع البوليمر المناسبة لتغليف تلك الجزيئات، وإجراء التجارب لتغيرها إمكانية قابلة للذوبان بواسطة د. عمرو الحاج أستاذ كيمياء البوليمرات بهيئة الطاقة الذرية، وقام د. هانى محرم المدرس بقسم الجوامد بهيئة الطاقة الذرية بإجراء التجارب الخاصة بالخلايا البكتيرية وأماكن اتحاد تلك الاجسام، سواء داخل الخلايا البكتيرية أو خارجها. تم نشر البحث فى مجلة Journal of fluorescence التابعة لدار نشر Springer الألمانية،