مات فى بلاده يا صيته فى الخليل ويا شراشب مهرته فضة وحرير مات فى بلاده يا صيته فى حلب ويا شراشب مهرته فضة ودهب بهذه العدودة، ودعت الشعوب العربية الرئيس السابق جمال عبد الناصر، ذائع الصيت، فى الخليل وحلب وسائر الأقطار العربية. بجانب الكثير من أغانى العديد التى راحت تتغنى به وببطولاته وبأمجاده. ولعل للافت للنظر أن هذه الأغانى لا يزال الناس يحفظونها ويرددونها، ليس فى مصر فحسب، بل فى معظم أنحاء العالم العربي. .............................. إن الصورة التى لا يزال المصريون يختزنونها للرئيس السابق محمد أنور السادات، صورته الحاسمة، مرتديا بذلته العسكرية، بل هى الصورة نفسها، التى كثيرا ما أجدها معلقة على حوائط معظم البيوت المصرية، خاصة بيوت هؤلاء الفقراء فى ضواحى مصر المحروسة. ولعل المصريين وهم يختزنون هذه الصورة، إنما يربطون هذه الصورة، وصاحبها بهذا النصر الذى أعاد للمصريين جزءا كبيرا من كرامتهم وثقتهم بأنفسهم. وبقدر ما تحمل هذه الصورة من دلالة على ارتباط الشعب المصرى بجيشه، ممثلا فى شغفه ببذلة قائده العسكرية، فإنها تحمل دلالة، لا تقل عنها أهمية، وهى أن الشعب المصرى شعب لا يمل من حمل السلاح؛ دفاعا عن أرضه وعرضه ووطنه. بالطبع، كان انتصار السادس من أكتوبر له حظوة كبيرة بين من حاورناهم، فكثيرون من توقفوا عندها، وعند ذكر تفاصيل هذه الحرب، التى أعادت إلى الشعب المصري، على نحو ما اعادت إلى الجيش، ثقته فى نفسه، واعتزازه بقدراته وإمكاناته، بل أعادت العلاقة بينهما إلى طبيعتها، بعد أن تأثرت- بعض الشيء- جرَّاء هزيمة عام 1967. وسنختار من بين من حاورناهم واحدا من أبناء قبيلة الرماحى بمحافظة الفيوم، الذى يوجز هذه الحرب فى إحدى القصائد الشعبية البدوية، التى يتواترها المصريون ويتناقلونها فيما بينهم فيقول واصفا الحرب وملابساتها: «فى سنة 73 ... فى اللحظة دى كان الرئيس أنور السادات له هيبة جامدة على عملية النصر، وعملت له يعنى حب جامد، وكان الرئيس حسنى مبارك ربنا يشفيه ويخليه موجود وكان قائد الطيران. كان له برضه تاريخ مشرف، أول ضربة جوية، الضربة الجوية الأولى شلت الحركة الجوية الإسرائيلية نهائيا. جميع المطارات الإسرائيلية اتدمرت. وكان بفكر وتخطيط مصرى. فربنا كرم، ولولا أمريكا جات بأسراب الطيران بتاعتها، وجات خطوط مباشرة لإسرائيل كانت مصر كلها خدت إسرائيل، ماكاتش هتاخد معاها حاجة. إنما أمريكا هيَّ اللى جابت الأسراب.. آه تدخلت بثقلها بقى. وتقول القصيدة .. هىّ لهجة بدوية: اقرب لى يا باهى الصيفات تعا خبرنا ع السادات اللى حشَّد كِل القوات وقال لهم يا جيش اعبر ................. فى اليوم السادس م أكتوبر هجمنا وقِلنا الله أكبر وعدينا فى أرض الميدان ................. عبرنا بجِملة طيارات حديد ما غير يصبوا فواليت عساكر وسلاح وشبان ................. عبرنا م الضفة الغربية ومن شرقه همت سوريَّه ودمرنا جيش الطغيان ................. دمرنا خطك يا بارليف وتمَّى مقطع كيف الليف اللى قالوا عالى البنيان ................. اللى قالوا خط مانع اليوم تَهَدَّم واتصدع اللى ما حقق.. اليوم سمع على قوة جيش العربان ................. الخِطة تمت بالترتيب ما فيها ولا يد غريب لا سوفيت ولا امريكان ................. أمريكا سمعت ها الأخبار عدوك شاطت فيها النار وقالت سوَّك يا ديان ................. وين اسلاحك ها الفانتوم اللى حرَّم سينا يبرم تَحطم كله ع الجبهات ................. الخطة راسمها السادات الخطة راسمها السادات وجهز من جيشه ظباط وقال ارجانى يا ديان ................. وقال ارجانى يا ديان وجرب قوة ها الشبان اللى ما نسيوا عار زْمان ................. ما نسينا سبعه وستين (ما نسيناش 67) ما نسينا سبعه وستين وسينا ويافا وفلسطين وسوريا ومعاها الجولان ................. صبَّى ديان ومائير وقال لهم نا كيف اندير جيوشى منهم كيف تْسير عرب جونا من كِل مكان ................. قال: جاالقدافى والهوارى والمغرب ماهو مِدَّاري وفيصل نادى يا اخوانى هيا نمشو للسادات ................. هيا نتفقوا ف القول ونرفع من سعر البترول حتى يرحل ها الشيطان ................. حتى تَجلى دومائير ومعاها ديان أسير ومعاهم باقى العدوان النصرة تمت للعربان .................... فالقصيدة تسرد لنا تفاصيل معركة النصر فى السادس من أكتوبر عام 1973، بدءا من الإعداد للحرب، وجرأة السادات، والخطة التى أعدها لتلك الحرب، وكذلك الضربة الجوية الأولى التى قادها الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك. وكيف أن هذه المعركة أعادت الفرح إلى الجيش المصرى والمصريين؛ إذ أعادت إلى الجميع الثقة المفقودة عقب النكسة. وكذلك وقع تأثير تلك الهزيمة على تحالفات إسرائيل، خاصة أمريكا التى أفقدتها المعركة توازنها وثقتها فى قوتهم. كما أشارت القصيدة إلى الموقف العربى الداعم لمصر فى حربها ضد إسرائيل، على نحو ما أكده موقف رؤساء الدول العربية وشعوبها، مثل: معمر القذافى وهوارى بو مدين وملك المغرب، والملك فيصل، الذى استعرض الشاعر الشعبى بعضا من موقفه القوى عندما أوقف تصدير البترول إلى الغرب وإلى أمريكا مما كان له كبير الأثر فى تحقيق النصر، ليس لمصر فحسب، وإنما لكل العرب. (معانى كلمات القصيدة) سوَّك: ماذا حدث لك؟ ارجانى: انتظرنى واحذرني صبَّى: استسلم، أو فقد القدرة على التفكير.