نستهل أعمال صلاح جاهين، بقصيدة "الدرس انتهى لموا الكراريس"، وهى من أفضل قصائد جاهين وأكثرها إحساساً، حيث كان لحرب الاستنزاف أثر كبير في نفس القيادتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية، ما أفقدها توازنها وأصبحت تتصرف كثور هائج، فأغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية فى صباح يوم 8 أبريل عام 1970 على مدرسة بحر البقر الابتدائية بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية فدمرت المكان وقتلت العشرات من التلاميذ الأبرياء الذين كانوا يرسمون فى كراساتهم عالما خاليا من الحرب والحقد والعدوان. وخلفت وراءها 77 شهيدا وجريحا من التلاميذ والمدنيين. وقد كتب صلاح جاهين قصيدته "لموا الكراريس"، يصف فيها الوحشية التي قتل بها التلاميذ ويخاطب ضمير العالم العربي والغربي بأن ينتبه لما يحدث.. والقصيدة تقول:" الدرس انتهى لموا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال فى قصر الأممالمتحدة مسابقة لرسوم الأطفال إيه رأيك فى البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى دى لطفلة مصرية وسمرا كانت من أشطر تلاميذى دمها راسم زهرة راسم راية ثورة راسم وجه مؤامرة راسم خلق جبارة راسم نار راسم عار ع الصهيونية والاستعمار والدنيا اللى عليهم صابرة وساكتة على فعل الأباليس الدرس انتهى لموا الكراريس ... إيه رأى رجال الفكر الحر فى الفكرادى المنقوشة بالدم من طفل فقير مولود فى المر لكن كان حلو ضحوك الفم دم الطفل الفلاح راسم شمس الصباح راسم شجرة تفاح فى جناين الإصلاح راسم تمساح بألف جناح فى دنيا مليانة بالأشباح لكنها قلبها مرتاح وساكتة على فعل الأباليس الدرس انتهى لموا الكراريس ... إيه رأيك يا شعب يا عربى إيه رأيك يا شعب الأحرار دم الأطفال جايلك يحبى يقول انتقموا من الأشرار ويسيل ع الأوراق يتهجى الأسماء ويطالب الآباء بالثأر للأبناء ويرسم سيف يهد الزيف ويلمع لمعة شمس الصيف فى دنيا فيها النور بقى طيف وساكتة على فعل الأباليس الدرس انتهى لموا الكراريس