يمكننا دون تردد أن نجزم أن الراحل الكبير صلاح جاهين لم يتخيل مطلقا وهو يصيغ رائعته "الدرس انتهى لموا الكراريس" عقب مذبحة بحر البقر التي ارتكبها الصهاينة صباح 8 أبريل من عام 1970م، أن يذهب من الأطفال الأبرياء الضحايا نتيجة إهمال المصريين من أبنائه وأحفاده، عدد أكبر ممن استشهدوا على يد الصهاينة. "انتهى درس بحر البقر واستوعبنا إنذارًا منه فعبرنا واستعدنا أراضينا المحتلة بعد 3 سنوات، وأثبتنا للعالم أن دماء الأطفال المصريين لم تذهب هدرا وإنما كانت بذورًا طرحت أبطالا اشتدت سواعدهم واستعادوا أراضيهم وكرامتهم. وبعد 42 عامًا يتكرر الدرس، فكم سنستغرق لاستيعابه.. فقط للتذكرة والتأمل نعيد نشر قصيدة جاهين التي كانت نواة لأنشودة لحنها الراحل سيد مكاوي وشدت بها شادية. الدرس انتهى لموا الكراريس ** بالدم اللى على ورقهم سال فى قصر الأممالمتحدة ** في مسابقة لرسوم الأطفال إيه رأيك فى البقع الحمرا ** يا ضمير العالم يا عزيزى دى لطفلة مصرية وسمرا ** كانت من أشطر تلاميذى دمها راسم زهرة ** راسم راية ثورة ** راسم وجه مؤامرة راسم خلق جبارة ** راسم نار ** راسم عار ** ع الصهيونية والاستعمار ** والدنيا اللى عليهم صابرة وساكته على فعل الأباليس.. الدرس انتهى لموا الكراريس .. ايه رأى رجال الفكر الحر ** فى الفكرة دى المنقوشة بالدم من طفل فقير مولود فى المر ** لكن كان حلو ضحوك الفم دم الطفل الفلاح ** راسم شمس الصباح ** راسم شجرة تفاح فى جناين الإصلاح ** راسم تمساح بألف جناح فى دنيا مليانة بالأشباح ** لكنها قلبها مرتاح وساكتة على فعل الأباليس .. الدرس انتهى لموا الكراريس ... ايه رأيك يا شعب يا عربى ** إيه رأيك يا شعب الأحرار دم الأطفال جايلك يحبى ** يقول انتقموا من الأشرار ويسيل ع الأوراق ** يتهجى الأسماء ** ويطالب الآباء ** بالثأر للأبناء ويرسم سيف ** يهد الزيف ** ويلمع لمعة شمس الصيف ** فى دنيا فيها النور بقى طيف وساكتة على فعل الأباليس .. الدرس انتهى لموا الكراريس.