بهذه الكلمات الممزوجة بالألم والشجن كتب شاعرنا الكبير الراحل صلاح جاهين أدق وصف لمذبحة وقعت في مثل هذا اليوم الثامن من أبريل على أرضنا المصرية عام 1970.
إنها مذبحة بقر البقر التي وقعت بوحشية إسرائيلية كرد وانتقام على نجاح جنودنا البواسل في تكبيد العدو خسائر فادحة خلال حرب الاستنزاف بعد عدوان 1967.
ويعود أصل المجزرة إلى سعى إسرائيل الدائم لإرهاب سكان الدول العربية نظرا لأن أحلامها وتوسعاتها الاستعمارية جعلتها لا تفرق بين مدنيين عزل ومجموعات من الجنود، بل هي تتفنن في ضرب المدنيين والتاريخ يشهد على مذابحهم.
وعندما أبلى المصريون البلاء الحسن في حرب الاستنزاف عقب عدوان 1967 جن جنون إسرائيل خاصة وأنها كانت تريد معرفة مكان حائط الصواريخ المصري لتدميره قبل تطبيق مبادرة وقف إطلاق النار بين الطرفين في عام 1970. وبحلول الثامن من شهر أبريل عام 1970 خرجت الطائرات الإسرائلية القاذفة للهجوم على مدرسة صغيرة لأطفال الفلاحين في قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية وقامت بدكها على مدار 10 دقائق متواصلة بقذائف تعبر عن مدى الغل ووجع القلب لدي العدو الإسرائيلي جراء استبسال جنودنا في حرب الاستنزاف.
وأسفرت المجزرة الإسرائيلية عن سقوط 19 طفلا وجرح أكثر من ستين آخرين كشهود على عنترية إسرائيل وبشاعتها في استهداف المدنيين وهى عادتها التي لا تشتريها وإنما تتفنن بها دائما.
وكانت إسرائيل كعادتها على موعد مع الكذب عندما أدعت أمام العالم ويدها الباردة تسبح في دماء المصريين قائلة:"إن القرية كانت تحتوي على أهداف عسكرية"، ولكن لم تذكر إسرائيل أى هدف عسكري في مدرسة يتعلم أطفالها وهم في مقتبل العمر الحروف والأرقام بينما تهبط على رؤسهم قنابل تقضي على أحلامهم وطموحاتهم في بناء مصر.
وقعت المذبحة، وعدونا واحد، وقعت المذبحة، ولدينا شهداء أبرياء ينبغي أن نتذكرهم ونقدم لهم باقة من الورد.
وصدق الراحل صلاح جاهين عندما قال: ايه رايك ياشعب ياعربى
