أكتب عن الهزات الأرضية، والبراكين، والحرائق، والأعاصير، مثل تسونامي، وهارفي، وإرما، وكل موجات الغضب والثورات الطبيعية، التي تضرب شرق البلاد وغربها، خاصة في جنوب شرق آسيا، وسواحل أمريكا الشمالية، فكل ذلك ما هو إلا إنذار مبكر من خالق السموات والأرض ليوم يقوم فيه الناس لرب العالمين، يقول الحق تبارك وتعالي في الآية 24 من سورة يونس «حتي إذا أخذت الأرض زخرفها، وازينت، وظن أهلها أنهم قادرون عليها.. أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس.. كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون»، فالرياح والأعاصير والزلازل والخسف (تم الخسف بمدينة أغادير في المغرب العربي بما عليها من عمران وإنسان وحيوان وسويت بالأرض تماما في بداية النصف الثاني من القرن العشرين) فهناك جند من جنود الله، يسلطها علي من يشاء من أهل الأرض، وضرب الله لنا الأمثال، حيث سلط الريح علي «الأحزاب» التي حاصرت المدينة في عهد رسول الله «صلي الله عليه وسلم» فاقتلعت خيامهم وشتت شملهم، ومزقت جمعهم، إذ قال الله في سورة الأحزاب «يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم، إذ جاءتكم جنود فإرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا» (الآية 9). وهذه الكوارث التي نسميها طبيعية يرسلها الله لأهل الأرض ليعلموا أنهم مهما أوتوا من قوة، ومهما يكن لديهم مخزون من القنابل الذرية والصواريخ العابرة للقارات، فإن قدرة الله أكبر، لقد كان موج الطوفان الذي أغرق الذين كذبوا من قوم نوح كالجبال.. وأرسل الله الصيحة علي الذين كذبوا صالحا النبي الذي بعث في ثمود فأصبحوا في ديارهم جاثمين، وأما قوم لوط فكان عقابهم أن الله رفع البلدة بما عليها وجعل عاليها سافلها، وقال تعالي «وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود.. مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد» (الآية 82 و83 من سورة هود)، فليحذر الشباب المستهتر، ولا يأمن غضب الله.. وأسأل الله لهم الهداية.. والله صبور، والله غفور، «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون» (الأنفال 33). محمود كمال موجه عام سابقا في التربية والتعليم