رمضان شهر المغفرة والرحمة كان مبعثا لحقن الدماء ونبذ الخلافات في المنيا, بعد أن نجحت مفاوضات الكبار في التوصل الي الصلح بين قريتي أطسا المحطة وأطسا البلد بعد معارك دامية أسفرت عن8 قتلي وإصابة20 من أهالي القريتين وهي المعارك التي بدأت منذ فبراير الماضي. وبحضور الحكماء من لجان المصالحات العرفية بالتنسيق مع المسئولين بمحافظة المنيا ومديرية الأمن للصلح بين أهالي قريتي أطسا البلد وأطسا المحطة, التابعتين لمركز سمالوط بدأت محاولات الصلح لحسم الصراعات التي نشأت علي خلفية طلب أهالي قرية إطسا المحطة الانفصال عن أطسا البلد, واستقلال كل قرية عن الأخري في المدارس والمصالح والخدمات. وتوصلت لجنة المصالحات إلي تحديد المبادئ الأساسية للصلح بين أهالي القريتين علي أن يتم اجراء الصلح الفعلي وتقديم الأكفان خلال الأيام الأولي من شهر رمضان طريق المفاوضات بين الطرفين كان شاقا ومضنيا وتم عقد أكثر من جلسة للتوصل الي الصيغة النهائية لمبادئ الصلح التي تم التوصل إليها, وشارك في هذه المفاوضات سراج الدين الروبي محافظ المنيا وأسامة ضيف سكرتير عام المحافظة, واللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا ومحمود سعد رئيس مركز سمالوط ومجدي ملك منسق الصلح. وقد تم الاتفاق علي تنازل كل طرف عن القضايا المرفوعة ضد الطرف الآخر وتوقيع كل طرف علي شيك بمبلغ مليون جنيه ليكون شرطا جزائيا علي كل طرف يخالف الصلح, أما بالنسبة لنقاط الخلاف بين الطرفين فقد أصدرت اللجنة5 مبادئ أساسية لإتمام المصالحة وهي اعتبار طريق قرية أطسا المحطة القديم وطريق قرية أطسا البلد الجديد منفعة عامة لأهالي القريتين, وأن يكون جميع المواطنين آمنين في ممارسة أعمالهم اليومية, ومنع سير التوك توك الخاص بأهالي قرية أطسا المحطة في الطريق الخاص بقرية أطسا البلد والعكس, وذلك لمنع أي احتكاك بين الطرفين, حيث إن الشرارة الأولي للأزمة الحالية بين القريتين كانت مشاجرة بين سائق توك توك ومواطن لقي مصرعه. أما مراسم الصلح وتقديم الأكفان فقررت اللجنة أن يكون الصلح في قرية محايدة من خلال سرادق كبير يشارك فيه25 من كبار أطسا البلد ومثلهم من كبار أطسا المحطة, حيث يتلقي كل طرف الاكفان من الطرف الآخر ثم يؤدي الجميع قسم الصلح من الخمسين مواطنا. وبالنسبة لمشكلة طلبة المدارس, فقد تقرر انتظام أبناء قرية إطسا الحطة في الفترة المسائية بمدرسة أطسا البلد الاعدادية, وأن يكون الفارق الزمني بين خروج الفترة الصباحية التي يدرس فيها طلاب أطسا البلد والفترة المسائية التي يدرس فيها طلاب أطسا المحطة ساعة من الزمن, وذلك لحين الانتهاء من انشاء مدرسة جديدة بقرية أطسا المحطة, وأن يتعاون الجميع علي تسليم مثيري الفتنة بين القريتين الي سلطات الأمن. وصرح محمود سعد رئيس مركز ومدينة سمالوط بأن محافظ المنيا أصدر قرارا اداريا بفصل قرية أطسا المحطة عن قرية أطسا وجار تخصيص12 قيراطا لإنشاء مدرسة تعليم أساسي بقرية أطسا المحطة وانشاء مركز شباب بنفس القرية, كما وعد المحافظ بالاستجابة الي أي مطالب أخري لتحقيق المصالحة بين أهالي القريتين, ويقوم حاليا كل طرف بالتنازل عن القضايا والمحاضر تمهيدا لإعلان موعد ومكان الصلح النهائي.