مليون مبروك للفريق المصري فوزه علي فريق الكونغو 2 / ا, وتأهله لكأس العالم 2018 في روسيا , وألف مليون مبروك علينا النصر وتحقيق حلمنا الذي طال انتظاره طويلا , لكن ولأنه مهما طال الانتظار واستعصي تحقيق الحلم , إلا أنه بالأمل والإصرار والعزيمة ومن قبله طبعا العمل والكد والاجتهاد , وصلنا إلي غايتنا وتحقق الحلم ونلنا أملنا أخيرا. وفي مقال سابق وتحديدا بعد خروجنا من كأس إفريقيا كتبت هنا في هذا المكان تحت عنوان " خسرنا إفريقيا والمونديال هدفنا " , وقلت وقتها أنه لا يجب أن نقف عند الخسارة ونبكي علي اللبن المسكوب , بل كان ضروري جدا تخطى تلك المرحلة , بأن نضع حلم الوصول للمونديال أمام نصب أعيننا , وهو ما قد حدث وها نحن نعيش الآن أجواء الفرح والاحتفال بالانتصار في سائر أركان وربوع مصر والعالم العربي بأكمله والبركة طبعا في كل أبطالنا اللعيبة الذين أسعدونا في مباراة أول أمس بإهدائهم الفوز لنا , إلا أنه يظل " محمد صلاح " هو البطل الحقيقي فهو من صدر لنا السعادة ورسم البسمة علي شفاه أكثر من 100 مليون مصري , وفي الحقيقة ومهما تحدثنا عن هذا اللاعب الخلوق فلن نكفيه حقه , ليس فقط لأنه أحرز هدفي المباراة , ولا لأنه كسر النحس الذي ظل يحاصرنا حوالي 28 عاما , ولا لأنه قد رحمنا أخيرا من " مجدي عبد الغني " وإذلاله لنا بأنه صاحب الجول الوحيد اليتيم طوال ال 27 سنة الماضية ! وهنا لابد أن يحضرنا المقارنة بين صلاح ونموذج أخر عكسه تماما وعلي طول الخط وهو الفنان " محمد رمضان " , خاصة وأن الاثنين لديهما تشابه كبير بدءا من جماهيريتهما العالية جدا عند الشباب والمراهقين بل والأطفال أيضا , كما أنهما يشتركا في أسم واحد هو " محمد " ولكن شتان بين المحمدين فالأول يمكن أن نقول عنه وبلا أي مجاملة , أنه لم يصل إلي ما هو فيه حاليا من نجاح ومجد وشهرة ووصول إلي العالمية , إلا عن طريق رحلة كفاح من العمل والكد والاجتهاد والانضباط والاستقامة سواء داخل الملاعب أو في حياته الخاصة فهو علي المستوي الشخصي حدث ولا حرج من خلق وتدين وتواضع ووطنية , هذا إلي جانب ما يقوم به من أعمال خيرية وتبرعات سواء في قريته الصغيرة ومسقط رأسه " نجريج " مركز " بسيون " , أو بلده الكبير مصر الذي لم يبخل عليها فكان من أوائل من تبرعوا لصندوق تحيا مصر أما محمد رمضان صاحب " الأسطورة " المزيفة والمتهاوية , وكأنه لم يكفيه ما ظل يصدره لنا ولشبابنا وأطفالنا من العنف والبلطجة والترويج للمخدرات , حتى يبلينا بتلك الخصلة الغير حميدة التي ظهرت عليه مؤخرا ! فكشفت لنا مدي حبه وشغفه وتفاخره واستعراضه لثرائه الفاحش , فتارة نري صوره وهو بجانب سياراته الفارهة والتي يقدر ثمنها بملايين الجنيهات , ثم وزيادة في التباهي و " الفشخرة " الكاذبة , راح يستعرض صور أخري حديثة له بجانب أحدي الطائرات لكي يوهم الناس بامتلاكه لها , بينما الحقيقة أنها كانت طائرة تقله مع وفد كبير ضمن أحد المؤتمرات الطبية التي تروج للسياحة العلاجية في مصر لذا طبيعي جدا أن نري " رمضان " وقد بدأ نجمه يخفت ويبهت شيئا فشيئا , وأن ظل هكذا طويلا فمن المؤكد أنه ستنتهي أسطورته التي صنعها علي الورق فقط , ستحطم وتتهاوي يوما بعد أخر علي يد بطل حقيقي من دم ولحم مثل " صلاح " الذي أصبح الآن وبلا منازع " أيقونة الشباب " والنموذج والقدوة الحسنة والمثل الأعلى لكل الأجيال القادمة , وحتما وبعد أن منحنا قبلة الصعود لكأس العالم سيتصاعد نجمه أكثر وأكثر, ليصبح هو من يستحق عن جدارة لقب " الأسطورة الحقيقية " وليست " المصطنعة " كما زيفها " محمد رمضان " ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;