بالتأكيد الهجوم العنيف الموجه ضد الداعية الإسلامي "عمرو خالد" بسبب "السيلفي" الذي أرسله من داخل الحرم الشريف "الكعبة" لمتابعيه "الفانز" , علي صفحته الشخصية " الفيس سبوك ", لم يكن مفاجأة بالنسبة له , بل وأراهن وبالقول الفصل أن ما فعله كان مقصودا وبالثلث ! فالشيخ الجليل أصبح بارعا تماما في أصول وقواعد لعبة الفرقعة الإعلامية , بحيث إذا شعر أنه تواري ولو قليلا عن الأضواء , وهذا طبعا ما لا يطيقه الداعية , وعليه يقوم بالبحث الفوري عن أقرب وسيلة تعيده لبؤرة الضوء والظهور من جديد ، ظنا منه أن ذلك يجعله يحتفظ دائما بنجوميته وبريق شهرته ! مع العلم أن مصلحة عمرو خالد تكون في تواريه وبعده عن الأضواء , فربما البعد يجعل الناس تنسي أفعاله وأقواله , وتنساه هو شخصيا وما يدور حوله من جدل , وغموض يحيط به دائما حول انتمائه لجماعة الأخوان المسلمين وغير ذلك من أمور. لكن يبدو أن جنون الشهرة يجعل الداعية " الكاجوال " يتغاضى عن كل ذلك , ويتخلى عن كل الاحتياطات التي ربما قد تنقذه يوما ما إذا حدث وتم فيه استجوابه عن كل ما يدور حوله من أسئلة ! لكن وكما هو أوضح من تصرفاته أنه لا يخشى هذا اليوم ولا حتى يعتقد بقدومه من أصله , وإلا ما فعل ما يحلو له لكي يظل تحت دائرة الضوء والنجومية , بأي شكل وأي وسيلة حتى لو وصل الأمر أنه يستغل وجوده في الحج ! وما المانع من صورة له " سيلفي "من هناك من أجل الحصول علي أكبر عدد من " لايكات " معجبيه , أو حفنة لا بأس بها من " كومنتاتهم " , ولا مانع من إضفاء نوع من المصداقية علي ما يقوم , بإلقاء بعض الأدعية " التك اواي " , وشيء لزوم الشيء كان لابد أيضا من جرعة بكاء علي ستار الكعبة ! محمد رمضان أيضا هو الوجه الأخر لنوعية كل مجانين السيلفي والباحثين عن الشهرة , حتى لو جاء ذلك علي حساب استفزاز مشاعر الناس الغلابة ، الذي يعاني قطاع عريض منهم من غلاء الأسعار المستوحش , لدرجة تجعلهم لا يستطيعون الحصول إلا علي أقل القليل جدا من قوت يومهم , بينما هو وبكل غطرسة يتباري بصوره " السيلفي " بجانب سياراته الفارهة التي تقدر ثمنها بملايين كثيرة جدا لا يستطيع أحد عدها ! وأخر ما يتصوره أحد أن يأتي ممثل مثله بكل ما يصدره لنا في أفلامه ومسلسلاته , المليئة بالعنف والبلطجة وترويج للمخدرات وإفساد الذوق العام بما يقدمه من أغاني المهرجانات , ثم بعد كل ذلك يمتلك الجرأة ليهاجم فنان قدير عشقه الملايين من الجماهير وهو حي , ومازالوا حتى وقتنا هذا يعشقوه ويدافعوا عنه ، بدليل انتفاضتهم ضد رمضان وثورتهم عليه بمجرد تصريحه بأن أفلام " إسماعيل ياسين " أساءت للجيش المصري ! ليتك يا رمضان تستطيع أن تعطي لفنك ولجمهورك ولبلدك ولجيشك ربع ما أعطي لهم صاحب السعادة , وصانع البهجة وراسم البسمة علي شفاه وقلوب المصريين , الذي ونظرا لتفرده في الكوميديا كان أول وأخر من خصصت أفلام وسميت علي اسمه ولأنه لم يكن يهتم سوي بفنه فقط مات معدم وفقير , بعكس الكثير من الموجدين الآن الذين لا يهمهم سوي جمع الأموال وتكديسها أكوام أكوام وليذهب الفن إلي الجحيم ! صحيح أن محمد رمضان تراجع عما قاله واعتذر عنه , ولكنه كان مجبر علي ذلك , بسب ما تعرض له من هجوم عنيف , وأن كان هذا لا يمنع أن كل شخص حر في رأيه , بشرط آلا يجرح به أحد خصوصا عندما يكون من زميل لزميل أخر خصوصا إذا كان هذا الزميل هو " سمعة " أبو ضحكة جنان الذي ظل بفنه وتاريخه من أفلام لحوالي نصف قرن في أثناء حياته , ثم ولأكثر من ثلاثين عاما بعد مماته , اعتقد أن هذه هي " الأسطورة الحقيقية " وليست " المزيفة " كما يتوهمها رمضان ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;