يؤسفني بالنيابة عن العديد والعديد من المشاهدين أن أعلن عن صدمتنا الكبري في الكثير من مسلسلات رمضان هذا العام , مع العذر بتسميتها مسلسلات لأنها قد تكون أي شيء أخر فيما عدا ذلك ! وبعد تفاؤلنا الشديد بوجود جرعة عالية من الكوميديا علي أمل أنها تخرجنا ولو قليلا عن جو الكآبة , والأحداث الساخنة بل الملتهبة التى نعيشها حاليا , ولكن يبدو أننا قد أفرطنا في تفاؤلنا لدرجة أنستنا الواقع المرير والمستوي الهابط التي أصبحت عليه الأعمال الكوميدية مؤخرا. وطبيعي وطالما كان هناك مهزلة تحدث في الدراما الرمضانية , أن تحصل الكوميديا وحدها علي نصيب الأسد من تلك المهزلة , وما نقوله ينطبق للآسف تقريبا علي كل الأعمال التي تنتمي لتلك النوعية , ولا نستثني منها أحدا فيما عدا واحدا أو أثنين علي الأكثر ! حتى عادل إمام الذي من المفترض أنه أستاذ ورئيس قسم الكوميديا لم يخرج مسلسله هو الأخر من تحت بند هذا التصنيف المؤسف , بل ولأنه الزعيم فقد جلس هو وبمساعدة عفاريته علي عرش تلك المهزلة , ولا ندري كيف لفنان كبير بحجمه أن يقدم علي مثل هذا العمل الهابط والمهلهل الذي لا يليق به أبدا ولا بتاريخه الفني الطويل ! وهل يعقل وهو الذي قدم من قبل واحدا من أهم أفلام الرعب في مصر أن لم يكن أهمها علي الإطلاق من خلال رائعة " الأنس والجن " , ثم وبعد كل هذا التقدم التكنولوجي يكون المطلوب منا أن نصدق أو نقتنع بوجود عفاريته التي يطلقها علينا وبهذا الشكل الساذج ! ولعله نسي أننا عندما شاهدنا من قبل فيلم " عفريتة إسماعيل ياسين " فربما كان هذا مقبولا في زمن مضي عليه أكثر من نصف قرن , هذه واحدة أما الأخرى فأننا تقبلنا الفيلم ومازلنا لأنه علي الأقل كان أخف دما وظلا مما يقدمه عادل الآن ! وإذا كان رب المنزل عفوا زعيم الكوميديا بالتهريج ضاربا بتاريخه عرض الحائط , فطبيعي آلا ننتظر من تلاميذه أبداع أكثر مما كان , بداية من " أحمد مكي " الذي عاد بعد غياب وبدلا من أن يستعيد مكانته السابقة في الكوميديا إذا به ينحدر لأقصي درجات الهبوط والمصيبة أنه أخذ معه في رحلة السقوط ما تبقي من اطلال الثلاثي السابق " شيكو وهشام ماجد " , وهكذا وبأيديهم أوصلوا مسلسلهم لهذا المصير بالخروج المهين من المشاهدة الرمضانية , وبالتالي كان طبيعي أن تأتي النهاية مبكرا جدا و " خلصانة " صحيح ولكن بغير شياكة علي الإطلاق ! ولم تكن دنيا سمير غانم أحسن حالا من هؤلاء السابقين حيث اختفت هي ومسلسلها الباهت " في اللا لا لاند " ولم تظهر حتى وقتنا هذا ! وبعيدا عن حالة التطبيل من البعض والتهليل المبالغ فيه لمسلسل " ريح المدام " , وللثنائي الجديد " أحمد فهمي وأكرم حسني " الشهير ب "أبو حفيظة " , ومع احترامي الشديد طبعا لرأيهم واختيارهم , إلا أن هذا لا يمنع أننا أمام مسلسل كارثي بكل معني الكلمة , أولا هو لم يأتي بأي جديد بل تكرار ل " عفريت مراتي " الذي سبق وقدمته القديرة شادية في واحدا من أهم أدوارها وأفلامها السينمائية , وطبعا لن نتحدث عن الفارق الكبير بين العملين لآن المقارنة حتما لن تكون في صالح المسلسل غريب جدا موضوع العفاريت الذي يدور حوله عدد كبير من المسلسلات , آلم يعلم صناعها وهم يطلقونها علينا هكذا , أننا في شهر رمضان الذي من المعروف أن الشياطين تقيد فيه بالسلاسل ؟ اللهم إذا كانوا وبعد أن حضروها بالفعل لم يستطيعوا أن يصرفوها ! وعموما فهذه ليست المشكلة الوحيدة علي الأقل بالنسبة ل "ريح المدام " فهناك ما هو أكثر وأخطر حيث أن هذا العمل بالإضافة إلي حالة الإسفاف الواضحة فيه , فأنه مليء أيضا بالعبارات والمشاهد الخادشة للحياء , كما أنه يحتوي علي قدر كبير من الجرأة التي تصل لمرحلة البجاحة والوقاحة معا ولا ندري أين دور الرقابة في حمايتنا من تلك النوعية من المسلسلات وما أكثرها في رمضان ؟ وأن كانوا يعتقدوا بتلك التصنيفات العمرية التي يضعوها فوق الشاشة يكونوا بذلك قد حمونا ! فمع الأسف هذا ليس حقيقي وإذا كانت تلك التصنيفات فشلت في السينما التي يدخلها الناس بإرادتهم , فمبال التليفزيون الذي يقتحم كل البيوت دون استئذان ويشاهده الصغار قبل الكبار [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;