وأخيرا انتهي المارثون الرمضاني بحلوه ومره من مسلسلات وبرامج ولا نستطيع طبعا أن نغفل الإعلانات خصوصا بعد أن أصبحت هي المحرك الرئيسي لمجريات الأمور في كل الأعمال الرمضانية بصفة عامة ! وبعد أن ظهرت النتيجة النهائية جليا ولم نعد في حاجة لمعرفتها من خلال الكنترول ولا غيره من التكهنات التي كنا نلجأ إليها قبل نهاية الشهر الفضيل , فكان طبيعي وبعد المتابعة للثلاثين حلقة التي شهدناها بالتمام والكمال للمسلسلات أن نصل إلي تقييم دقيق لها ليس فقط من وجهة نظر شخصية بل ومن خلال استطلاع ولو محدود للآراء القريبة المحيطة بنا , وبناء استطعنا أن نحدد الأفضل والأسوأ لبعض هذه الأعمال ! - كان من الممكن أن تصبح " أفراح القبة " من أفضل مسلسلات رمضان هذا العام علي الإطلاق , خاصة وأنه قد حظي في البداية بالإجماع علي اعجاب كل من النقاد والمشاهدين معا وذلك للأداء العبقري لأبطاله وعلي رأسهم مني ذكي وإياد ناصر وصابرين وسوسن بدر وكل فريق العمل , هذا بجانب المخرج محمد ياسين الذي استطاع أن يبدع في كل شيء في المسلسل إلا أن إفراطه في استخدام اسلوب "الفلاش باك " طوال الاحداث افقد المشاهد القدرة علي التركيز فانفرط العقد وتشتت عيون المشاهدين الذين يعانون هم أصلا من تشتيت كثرة الفواصل الإعلانية ! - رغم اختلافنا مع محتوي أو مضمون " الأسطورة " إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أو نتجاهل الجماهيرية العريضة التي يتمتع بها هذا المسلسل وبطله محمد رمضان , ولكن يظل هذا متوقفا عند حدود كثافة المشاهدة فقط ولا يمكن أن يرتقي أبدا ليصل لمستوي أفضل الأعمال ! - يجب علي الفنان الكبير والساحر محمود عبد العزيز أن يتريث قليلا قبل تقديم مسلسله القادم وذلك لأننا مازلنا ورغم انتهاء الشهر الفضيل " لا نذكر شيء يذكر " من مسلسله الحالي " راس الغول " حيث أنه بدا وكأنه لم يكن ! - مسلسل " غادة عبد الرازق " وبكل ما جاء فيه من أحداث رتيبة ومملة و ومهلهلة أيضا وكأننا أمام فيلم هندي رديء , إلا والحق يقال أنه صدق ولكن في شيء واحد فقط أنه أسمه جاء علي مسمي فكان فعلا مثله مثل " الخانكة " ! - لا نتوقف كثيرا عند مسلسل " ليالي الحلمية " أولا لأن المتابع لما أكتبه لعله يتذكر موقفي الرافض مسبقا لتقديمه , أما وبعد أن تم عرضه وتأكد لصناعه مدي الفشل الذريع الذي حظي به لدرجة أنه يعد واحد أن لم يكن هو الأسوأ في رمضان هذا العام ! - حسنا فعل التليفزيون المصري لأنه عندما عاد للإنتاج أو المشاركة في الإنتاج كان هذا من خلال مسلسل ناجح هو " الهروب " الذي استطاع من خلال الجو البوليسي المحكم والمثير معا أن يشد انتباه الناس منذ أول يوم وحتى أخر حلقة من حلقاته . - فرحة ما بعدها فرحة أن يعود الفنان الكبير يحيي الفخراني ليحتل موقعه علي عرش الدراما الرمضانية من جديد من خلال " ونوس " الذي استطاع بأدائه العبقري المتوهج أن يقتنص أعجاب المشاهدين قبل النقاد فصعد هذا بمسلسله إلي قائمة أفضل المسلسلات وعن جدارة . - يتبقى أخيرا أن نصل إلي درة المسلسلات وهو " جراند أوتيل " فهذا المسلسل سيمثل حتما علامة فارقة في تاريخ الدراما الحالية حيث أنه وبدون مجاملة ولا مبالغة جاء مكتمل الأركان والعناصر سواء الإخراج المبهر لجو وسحرالخمسينات لمحمد شاكر خضير أو سيناريو تامر حبيب الذي نجح في عمل تمصير صميم للقصة الأصلية المأخوذة عن أحد المسلسلات الأسبانية بنفس الاسم , أما المتعة الأخرى فكانت في المباراة الفنية الساحرة بين أبطاله . - ونفس الكلام ينطبق بدوره أيضا علي القديرة يسرا التي استطاعت بدورها الباهر ومسلسلها ذات السيناريو شديد الرقي والإحكام أن تحفر لنفسها مكانة كبيرة تؤهلها من الآن لحجز مقعدها الدائم وحتى رمضان القادم إن شاء الله , ولهذه الأسباب كان مسلسل يسرا ومعه أيضا جراند أوتيل هما أكثر المسلسلات التي ارتفعت حقا لتكون فوق مستوي الشبهات ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى