أنتهي النصف الاول من الشهر الكريم وهاهي مؤشرات النجاح والفشل قد ظهرت معالمها علي المسلسلات , ولعلنا نكرر مرة أخري ما قلناه من قبل أن التميز الفني كان هو سمة عامة لأعمال هذا العام مما جعلنا وكأننا أمام وجبة دسمة استطاعت أن ترضي جميع الأذواق إلي حد ما ! وأن كان هذا لا يعني بالضرورة عدم وجود سلبيات أو أخطاء بل علي العكس فقد كانت كثيرة جدا لدرجة أنها قد أفسدت نجاح عدد كبير من هذه الأعمال , ويأتي دائما علي رأسها موضوع المط والتطويل والذي في الحقيقة هو ليس وليد هذا العام وإنما هو آفة قديمة ومتأصلة في الدراما المصرية ومنذ زمن بعيد ! وكان من تأثير ذلك أنه أخرج عدد لا بأس به من أعمال كانت ناجحة وجذابة جدا في بداية الحلقات الأولي منها ولكنها ومع الوقت وبسبب هذا المط أفقدتنا متعة مشاهدتنا واهتمامنا ومتابعتنا لها فلفظناها تماما ! ولأن الحديث عن الأفضل والأسوأ لا يمكن تلخيصه في مقالة واحدة بل هو يحتاج إلي مساحات أوسع سنتناولها تباعا فيما بعد ولكننا سنكتفي فقط ببعض الملامح العامة من هنا أوهناك . وكالعادة تظل هناك دائما مساحة اختلاف شاسعة بين رأي النقاد والجماهير التي قد تختار مسلسلات هي من وجهة نظر النقاد سيئة ولا تستحق المشاهدة , والغريب أن هذا الأمر يتكرر وبصفة مستمرة حيث نجد علي طول الخط أن الأعمال الهابطة هي التي تحظي بصفة عامة بأعلى نسب مشاهدة وربما يرجع هذا لكون أبطالها من نجوم الصف الأول ولديهم جماهيرية عريضة عالية جدا خاصة لدي الشباب ! وهذا ما جعلنا وللأسف الشديد نبتلي بمجموعة متخلفة من المسلسلات مثل صد رد وبنات سوبرمان ونيللي وشيرهان والكيف وغيرها من تلك النوعية التي وبدلا من احترامها لجماهيرها راحت تأخذ أقصر الطرق السريعة من الاستخفاف والاستسهال والاستهبال أيضا , وفي رأيي إذا كان هؤلاء يراهنون بأعمالهم التافهة ظنا منهم أن جماهيريتهم العريضة ستشفع لهم , فلعلهم نسوا أو تناسوا من سبقوهم من نجوم كانوا في يوما ما مليء السمع والبصر أما الآن فلم يعد لهم أي وجود يذكر , ولهم في " محمد سعد " أسوة ولكنها بالتأكيد ليست حسنة علي الإطلاق ! غير أنه من الظلم أن نطبق كل تلك المساوئ علي كل النجوم الشباب حيث يجب الاعتراف بسيطرة العديد منهم علي الدراما الرمضانية بعدما نجحوا في جذب قطاع عريض من الشباب لمتابعة أعمالهم التي تتناسب مع أعمارهم , ومن هؤلاء مثلا يوسف الشريف وطارق لطفي وعمرو يوسف وخالد النبوي وعمرو سعد وأمير كرارة وظافر عابدين وشريف سلامة وغيرهم من النجوم الذين يمثلون المرحلة الراهنة . ولا يمكن أن نتحدث عن الشباب دون أن نذكر النجم "محمد رمضان" الذي ينافس هذا العام بمسلسل " الأسطورة " ورغم جودة المسلسل وكونه يعد واحدا أن لم يكن هو الأعلى نسب مشاهدة علي الإطلاق , إلا أن هذا لن يعفيه من مسئولية أنه مازال يتحمل وحده عبأ نشر البلطجة والعنف بين الشباب والمراهقين ! والغريب أنه في الوقت الذي اختارته فيه الدولة هو تحديدا للقيام بحملة توعية للشباب ضد الإدمان والمخدرات ! نجده وعلي الجانب الأخر يروج لها من خلال أفلامه ومسلسلاته , وكل ما أخشاه أن ينطبق عليه لقب " الأسطورة " ولكن في ثلاثية " الإجرام والعنف والبلطجة " !!! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى