هل لهذه الدرجة أصبحت شهوة الشهرة والبحث عن بريق الأضواء تتملكنا؟ من الواضح أن الإجابة ستكون نعم وبالفم المليان وعلي المتشكك في هذا أن ينظر حوله وسيجد بسهولة ودون اللجوء إلي إجهاد نفسه عناء البحث أن تلك النوعية وما أكثرها أصبحت منتشرة جدا فيما بيننا الآن ! ولنأخذ عينة بسيطة من هؤلاء الباحثين أو الباحثات عن الشهرة السريعة حتى لو كانت ضد عاداتنا وتقاليدنا بما حدث مؤخرا مع صاحبة فكرة مسابقة ملكة جمال الصعيد التي دعت لها خبيرة تجميل, وإلا بماذا يمكن أن نطلق عليها وعلي مشروعها سوي أنها باحثة هي الأخرى عن " الشو " والضجة الإعلامية ! وها قد تحقق لها بالفعل ما تريده حيث أصبحت وبسرعة البرق هي وجميع القائمين علي تلك المسابقة الوهمية حديث الناس طوال الأيام السابقة في جميع وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي ليس في بر مصر وحدها بل وجميع أنحاء العالم أيضا ! وبالمناسبة أنا لست ضد فكرة المسابقات بصفة عامة حتى لو خرجت قليلا عن المألوف أو المعتاد عليه بشرط أن تكون بهدف أو غرض من شأنه الارتقاء بالمستوي الفكري أو الاجتماعي أو الديني أو الثقافي أو حتى الفني , خصوصا وأننا في أشد الحاجة إلي حملات توعية لإعادة الذوق العام المصري المفقود بفعل عوامل كثيرة لسنا في مجال ذكرها الآن ! وأن كانت مسابقة مثل " ملكة جمال الصعيد " تعد واحدة من أهم تلك العوامل لأنها لا تهدف إلي أي من هذه الأشياء السابق ذكرها بل علي العكس تماما فقد أحدثت أزمة كبيرة وفتنة بين أهالي الصعيد الذين رأوا أنها تسيء لهم ولبناتهم علي اعتبار وكما نعلم جميعا أن الصعيد له طبيعة خاصة في عاداته وتقاليده الصارمة التي لا تسمح بمثل هذه الأفكار! لذلك وبعد أن ثارت الدنيا ضدها وبعد أن تلقت أيضا وكما تزعم تهديدات بحرق منزلها ومقر عملها وقتلها هي شخصيا , فإذا بها ونزولا علي رغبات الجماهير الرافضة لمسابقتها تبدأ بالتراجع ولو بشكل مؤقت وتغير العنوان ليكون بعيدا تماما عن أسمه السابق " ملكة جمال الصعيد " ! واعتقد بل وأكاد أجزم أن الأيام القادمة ستشهد تحول مفاجئ حيث سينتهي الموضوع كله برمته علي الأقل بالنسبة لنا ! أما بالنسبة لها فلم ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد بل ربما تكون تلك هي البداية لدخولها عالم الشهرة والأضواء لها ولمركز تجميلها , وهكذا تكون هي الوسائل الجديدة للباب الملكي لعبور حلم الشهرة ومن بعدها تحقيق الثراء السريع . [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى;