يبدو أنه قد أصبح مكتوبا علينا آلا نفرح أبدا , وحتى إذا حدث هذا لا سمح الله نجد علي الفور من يستكثرها علينا أو يستخسرها فينا , وتكون النتيجة النهائية وكما نقول دوما يا فرحة ما تمت ! وكيف تتم أو تكتمل طالما أن هناك " عواجيز فرح " موجدين بيننا وكل مهمتهم في الحياة أن يفسدوا علينا عيشتنا , بدليل أنه وبعد إعلان كل من الرئيس السيسي والملك سلمان عن المشروع العملاق " الجسر البري " الذي يربط بين مصر والسعودية , وكان من المفروض وبسببه أن نقيم الأفراح والليالي الملاح طربا وسرورا بمشروع من شأنه أنه سيعود بالخير ليس علي مصر فقط , بل وعلي السعودية وكل الدول العربية تقريبا بل وأيضا علي كل القارة الأفريقية عموما ! غير أن ما حدث كان هو العكس تماما بعد أن ذهبت الدنيا بنا في اتجاه أخر بعيد جدا عن موضوع الجسر , وبعد أن كان يلوح في الأفق ويتردد علي استحياء أسم " تيران وصنافير " , أصبح الأمر يتصاعد بعد ذلك لينتشر سريعا بيننا كالنار في الهشيم , ثم بدأت الأصوات إياها تتعالي هي الأخرى شيئا فشيئا مرددين ومهللين بأن هاتين الجزيرتين ليست ملكا للسعودية وإنما هما جزيرتان ومنذ قديم الأزل مصريتان ! وكان من المقبول أن نعتبر ما يقولوه هؤلاء الذين قد نعلم عنهم جيدا بأنهم مغرضين , ولكننا سنتغاضى عن هذا ونتعامل معهم فقط علي أنهم متخوفين من ضياع أي قطعة أو شبرا واحدا من أرضنا الحبيبة , وبناء عليه فقد نلتمس لهم بعض العذر , لكن وأن يتحول الموضوع إلي ساحة معركة يتراشق فيها الجميع سهام الاتهامات بالعمالة , فهذا هو الغير معقول ولا مقبول علي الإطلاق ! ونحن بدورنا ودون أن نخوض في تفاصيل تلك المعركة التي وأن ظلت هكذا طويلا فحتما سنخرج جميعنا منها خاسرين , لأنه ليس من الطبيعي أن يتحول ال 90 مليون مصري إلي أستاذة أو عباقرة تاريخ ومحللين استراتيجيين وخبراء عسكريين ومقسمين للحدود والجغرافيا ! وألا يكفينا الفضائيات وما تفعله بنا برامجها من " التوك شو " المنصوبة لنا كل ليلة هي وضيوفها الذين وبدلا ما يساعدونا علي الفهم فإذا بهم يزيدونا حيرة وبلبلة وارتباك ! والغريب والمضحك معا أن هاتين الجزيرتين التي قامت بسببهما الدنيا ومازالت لم تقعد حتى وقتنا هذا ! أكاد أجزم بأنه لم يكن هناك أحد يعلم أو يسمع عنهما من قبل إلا بعد أن أثيرت تلك المشكلة الخاصة بهما الأن فقط ! وهذا طبعا ليس تقليل من شأنهما ولا هو معناه أيضا تفريط في حقنا أو في التنازل عن أي جزء من أرضنا, ولكن فقط ما نريده أن ننتظر حتى يخرج علينا الرئيس ليوضح لنا حقيقة هاتين الجزرتين وهل نحن فعلا أصحابها ؟ أم وكما يقال الآن بأنهما ملكا للسعودية ؟ وإلي أن يحدث هذا فعلينا أن نكف ونصمت فورا عن الكلام في هذا الشأن الذي لن يفيد إلا أعدائنا , وأن كنت وبصفتي واحدة من ملايين عديدة عندي ثقة كاملة بأن جيش بلدي بما فيهم رئيسنا الذي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة , وبالتالي فلا يمكن لهم ولا لمن وصفهم رسولنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم بأنهم خير أجناد الأرض أن نشك فيهم ولو للحظة بأنهم قد يبيعوا أو يفرطوا في ذرة واحدة من تراب بلادهم والتي هي في الأصل بلادنا أيضا ! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى