" رب ضارة نافعة " ربما تكون هذه العبارة هي أفضل تعبير لما حدث في المباراة التي أقيمت منذ يومين تقريبا بين مصر وألمانيا في لعبة الكرة الطائرة الشاطئية " نساء " ضمن " أولمبياد ريو 2016 " المقامة حاليا في البرازيل ! فرغم هزيمة المنتخب المصري أمام نظيره الألماني 0/2 في أولي مباراته في دوري المجموعات , إلا أنه لم يكن أحد سيهتم لا بالمباراة ولا بالنتيجة لولا معركة " الحجاب والبكيني " فهي التي جعلت أنظار العالم بأكمله تتجه نحونا في إشارة للمفارقة الواضحة بين ملابس اللاعبات التي جاءت مختلفة بل ومتناقضة عن بعضهن تماما , فبينما كانت اللاعبتين الألمانيتين يرتدين " البكيني " وهو كالعادة يعتبر الزى الرسمي لمثل هذه المباريات ! أما الذي كان غير عادي فهو " حجاب واحتشام " اللاعبتين المصريتين ندي معوض ودعاء الغباشي , وبسبب هذا الوضع الغريب قامت الدنيا ومازلت " لم تقعد حتى وقتنا هذا " , حيث سرعان ما اهتمت وسائل الأعلام وكبريات الصحف العالمية بهذا الحدث , كما اشتعلت لنفس السبب أيضا جميع مواقع التواصل الاجتماعي في شتي أنحاء العالم ! وقد تكون هذه واحدة أخري من المرات القليلة التي ينقسم فيها " الناس " بين مؤيد ومعارض , وطبيعي جدا أن نري من يجد ضالته المنشودة في انتقاد كل ما هو عربي أو مسلم , فجاءت ملابس المصريتين لهؤلاء علي " طبق من ذهب " ليعتبروها عدم احترام لأصول وتقاليد اللعبة التي تقضي ومنذ بدايتها بضرورة ارتداء البكيني , علي أساس ومن وجهة نظرهم أنها تحتاج إلي مجهود حركي وبدني وبالتالي فالرمال قد تتخلل داخل الملابس فتعيق حركة اللاعبات ! بينما كان الجانب الأخر لهم رأي مخالف ووجدوا أن هذا الأمر قد أتاح الفرصة لنشر وعرض الثقافات المختلفة لجميع شعوب الدنيا ! ومن جانبنا نحن كنا سنتفق مع المعارضين في حالة لو كانت قوانين اللعبة تقتضي ذلك بالفعل , ليس هذا فقط بل وكنا أيضا سنطالب اللاعبات بالاختيار بين أمرين أما الالتزام بقواعد اللعب كما هو متعارف عليه , أو وفي حالة اختيارهن للحجاب فعليهن أن يبحثن عن لعبة أخري لا تشترط خلعه ! ولكن وبعد أن علمنا من خلال تصريحات المتحدث الرسمي باسم الاتحاد العالمي لهذه الرياضة" ريتشارد بايكر " أن تلك الخطوة قد جاءت بناء علي قرار المسئولين عن اللعبة الذين سبق وأجازوا ارتداء الملابس الطويلة للنساء والفتيات ابتداء من أولمبياد 2012 ! وبالتالي يصبح من حق اللاعبات ارتداء ما يحلو لهن من ملابس سواء جاء ذلك في شكل حجاب أو بكيني أن أرادن هن ذلك ! فهكذا تكون هي الحرية يا سيادة المعترضين الأفاضل كما نعلمها وكما تتشدقون أنتم بدفاعكم عنها طول الوقت , ولكن يبدو أن ما تقولوه شيء وما تفعلوه في الواقع شيئا أخر مختلفا تماما , فإذا كانت تتفق مع أهواءكم ترحبون بها , أما لو جاءت العكس تعتبروها تخلف وهمجية , وكأن الحرية تتوقف عندكم فقط عند خط " البكيني " أو ما دونه ! بينما لو اختارنا نحن ما نريده وما يناسبنا هنا يختفي مفهومكم عن الحرية والديمقراطية لتظهر بعدها نزعتكم العنصرية ؟ !! [email protected] لمزيد من مقالات علا السعدنى