بساط الريح يهنئك بالشهر الفضيل ويدعو الله أن يكون بداية لأيام تستقر فيها النفوس وتهدأ في شهر الصوم الذي شاء الله أن يجعله ركنا من أركان الإسلام يحرم فيه ما أحله في بقية العام. وفي تفسير البعض أن الله أراد تكليفا شاقا بالعبادة في هذا الشهر يخالف ما تعود عليه الإنسان طول السنة حتي يشعر بلذة العبادة. ويقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي إن الصوم يتميز عن بقية الأركان بأنه لله. أما الاركان الأخري فهي للمؤمن. فيقول الحق في الحديث القدسي: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به. ذلك أن الصوم هو العبادة التي لا يتقرب بها البش لبشر. فلا يحدث أن يقول شخص لآخر أنا سأصوم لك هذا الشهر فلن تعود عليه فائدة من ذلك وإذا أراد أن يتأكد مما تقوله فإنه مجبر علي مراقبتك طول الوقت مما يجهده ويتعبه ويكون صومك له تعذيبا له هو! ولكن الله الذي يراقب العبد في كل تحركاته يمكن أن يتقرب العبد إليه بالصوم. وغير ذلك فإن كل عبادة من العبادات لها في كادر الجزاءات حسابها. الحسنة بعشر أمثالها إلي سبعمائة ضعف. ولكن الصوم عبادة جزاءها خارج هذا الكادر والله هو الذي يقدر الجزاء فيه. ومعني ذلك أن الله يضع فيه الجزاء فوق السبعمائة ضعف. أول وزارة صحة أنشئت بالصدفة وإلي التاريخ وأحكي لك عن أول وزارة صحة فحتي أبريل1936 لم تكن مصر قد عرفت وزارة الصحة رغم أن الوزارات المصرية بدأت منذ28 أغسطس1878 وكان أول وزارة وإسمها في ذلك الوقت نظارة برياسة نوبار باشا. وقد توالي تشكيل الوزارات حتي بلغ عددها69 وزارة من تاريخ أول وزارة في عهد الخديو إسماعيل إلي آخر وزارة برياسة نجيب الهلالي باشا يوم22 يوليو52 ولم تستمر سوي يومين وقامت عليها ثورة يوليو52. وحتي الوزارة رقم45 التي كان يرأسها علي ماهر باشا لم تكن هناك وزارة صحة. وكانت هذه أول مرة يتولي فيها علي ماهر رئاسة الوزارة بتكليف من الملك فؤاد في30 يناير1936. وقد ضمت الوزارة11 وزارة تولاها8 وزراء بما فيهم رئيس الوزراء فقد إحتفظ عل,والمعارف العمومية( التعليم) والمواصلات والجارة والصناعة, والمالية, والزراعة, والحربية. كان الملك فؤاد في ذلك الوقت في أواخر أيامه عندما إشتد عليه المرض وتعرض لنوبات غيبوبة من مرض السكر. وعقب إفاقته من غيبوبة دخل فيها فتح عينيه فوجد أمامه الدكتور محمد شاهين ساهرا علي رعايته فإبتسم في وجهه وقال له: ممنون لك يامعالي الوزير. ولما كان ماينطق به الملك من ألقاب يوجهها للآخرين تعتبر أوامر فقد إعتبر مناداته محمد شاهين بلقب معالي الوزير امرا بأن يكون وزيرا. ولما كان محمد شاهين باشا في ذلك الوقت يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية للشئون الصحية فقد تم تعيينه وزيرا للصحة في العاشر من أبريل1936 وكانت هذه اول مرة تعرف مصر فيها وزارة الصحة. ومن المفارقات أن شاهين باشا أصابه المرض بعد أقل من أسبوع من تعيينه ونقل للعلاج, وفي يوم16 أبريل قرر مجلس الوزراء أن يتولي علي ماهر باشا وزارة الصحة خلال فترة مرض شاهين باشا إلي جانب رئاسة الوزارة ووزارتي الداخلية والخارجية. وفي نفس الشهر يوم28 أبريل الملك فؤاد, ولما كان إبنه فاروق في السادسة عشرة فقد تم تشكيل هيئة وصاية إستمرت15 شهرا ونودي بفاروق ملكا للبلاد علي أساس أنه أتم18 عاما هجرية. وقد تولي مصطفي النحاس باشا رئاسة الوزارة بعد علي ماهر نتيجة فوز حزب الوفد في الإنتخابات التي جرت في فترة هيئة الوصاية, وفي هذه الوزارة إحتفظ النحاس باشا لنفسه بوزارتي الداخلية والصحة. وقد كان مفهوما إحتفظه بوزارة الداخلية التي تعتبر من أهم الوزارات أما أن يحتفظ أيضا بوزارة الصحة فلم يكن له مدلول سوي عدم اهمية هذه الوزارة إلي الحد التي يعين لها وزير متخصص. إلا أنه سرعان ماتبين للنحاس باشا أهمية الصحة وهو مايوضحه أنه بعد تولي فاروق أعاد النحاس باشا تشكيل الوزارة متضمنة تعيين عبد الفتاح الطويل باشاوقد كان من كبار رجال الوفد وزيرا للصحة ويعتبر بالفعل أول وزير صحة. وعلي مر السنوات تأكدت أهمية هذه الوزارة التي أنشئت بمنطوق عابر إسلام بول وإستانبول ومن التاريخ إلي الجغرافيا وأحكي لك عن بعض الأسماء القديمة: فتايوان وهي جزيرة كان إسمها القديم فورموزا وكانت قبل عام1949 جزءا من الصين الأم وقد لجأ إليها الهاربون من الثورة الشيوعية بقيادة ماوتسي تونج في الصين ورغم انها تبدو في حجم النملة بالمقارنة للصين الأم فقد إعتبرتها الولاياتالمتحدة الممثلة في مجلس الأمن للصين في الوقت الذي رفضت الإعتراف بدولة الصين الشعبية وظل هذا الوضع إلي عام1971 ومن تايوان إلي القدس وكان إسمها القديم يبوس نسبة إلي اليبوسيين المتفرعين من الكنعانيين. وتذكر مصادر تاريخية أن ملكي صادق وهو أحد ملول اليبوسيين هو أول من بناها, وكان مشهورا بحبه للسلام حتي أطلق عليه ملك السلام ومن هنا جاء إسم المدينة أما مدينة إستامبول فقد كان إسمها القديم بيزنطه وقد أسست عام658 قبل الميلاد علي مضيق البوسفور وفي عام335 ميلادية جعلها الإمبراطور قسطنطين عاصمة للإمبراطورية الشرقية( الإمبراطورية البيزنطية) وأصبح يطلق عليها القسطنطينية وفي عام1453 فتحها محمد الفاتح الثاني ودخلها الإسلام وأطلق عليها إسلام بول ثم أطلق عليها العثمانيون الآستانة وحاليا مشهورة بإسم إستامبول.