في مثل هذا اليوم الثامن من يونيو1967 قبل45 سنة أبلغت مصر مجلس الأمن قبولنا وبغير شروط وقف إطلاق النار في الحرب القائمة مع إسرائيل والتي بدأت صباح يوم الخامس من يونيو. وقد إستمرت إسرائيل رغم ذلك في عملياتها الجوية والبرية إلي أن تم إحتلالها لكل سيناء والضفة الغربية. كانت هذه ثاني مرة بعد أكتوبر1956 التي تحتل فيها إسرائيل سيناء في مؤامرة إشتركت فيها مع بريطانيا وفرنسا ردا علي تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس. إلا أنه في المرة الأولي صدر قرار الجمعية العامة للمم المتحدة بإنسحاب إسرائيل من كل الأراضي التي إحتلتها في سيناء علي أن تجيء إلي مصر قوة طواريء دولية تابعة للأمم المتحدة تتولي الإشراف علي وقف إطلاق النار وتراقب عملية إنسحاب قوات إسرائيل, وبعد ذلك ترابط هذه القوات الدولية علي خطوط الهدنة بين مصر وإسرائيل لمنع تجدد الإشتباكات بين البلدين. في المرة الثانية تأخر صدور أي قرار إلي22 نوفمبر عندما صدر القرار الشهير242 والذي لم ينص كما في المرة الأولي علي سحب إسرائيل قواتها من سيناء, فقد أقرت القوي المؤيدة لإسرائيل نظريتها بأنها اي إسرائيل كانت في حالة دفاع عن مصالحها التي تعرضت للخطر عندما طلب عبد الناصر من القوات الدولية( المشار إليها سابقا) بالإنسحاب من مواقعها بعد أن قررت مصر حشد قواتها في سيناء وقامت بإغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية. في الواقع إختلف الأمر بين أكتوبر56 ويونيو67. ففي اكتوبر56 كانت هناك مؤامرة دولية ضد مصر إشتركت فيها قوتان عظميان( بريطانيا وفرنسا) مع إسرائيل دون إستئذان أمريكا الطرف القوي الوافد من الحرب العالمية الثانية ولهذا أرادت أمريكا إنتهاز الفرصة لإثبات أنها الأعظم بين كل القوي الغربية فوقفت ضدهما وضد إسرائيل ليس لحساب مصر وإنما قبل ذلك لصالح إعلان أمريكا زعامتها للعالم الغربي. في يونيو67 كانت هناك أمريكا ولكن هذه المرة كانت إلي جانب إسرائيل التي تعلمت درس56 وتحولت من الإعتماد في تسليحها علي بريطانيا وفرنسا إلي أمريكا, وأصبحت إسرائيل خلال فترة قصيرة تجيد إستثمار اليهود المواطنين في أمريكا, وبعد أن كانت بعض المطاعم الأمريكية تعلق علي واجهاتها لافتات بمنع دخول الكلاب واليهود, اصبح اليهود يمثلون قوة تصويتية في الإنتخابات الأمريكية, واصبحت أمريكا قوة سياسية كبري مناصرة لإسرائيل ضد العرب إلي درجة أصبح معروفا معها اليوم أن إسرائيل جزء من امريكا بل إنها الولاية الأمريكية ال51 في عدوان أكتوبر56 صدر قرار وقف إطلاق النار وإنسحاب القوات المعتدية( فرنسا وبريطانيا من بورسعيد) وإسرائيل من سيناء ومعه قرار تنفيذه علي الفور, أما مع القرار242 الذي صدر في نوفمبر242 فقد تضمن ما يعني دون أن ينص علي ذلك صراحة علي أن يتولي الطرفان( مصر وإسرائيل) تنفيذ بنوده التي تضمنت بالنسبة لإسرائيل إنسحابها من أراض إحتلتها وبالنسبة للعرب إنهاء جميع حالات الحرب وحق كل دولة في المنطقة أن تعيش في سلام في نطاق حدود آمنة ومعترف بها ومتحررة من أعمال القوة والتهديد بها. ولأن الأرض كانت تحت يد إسرائيل فقد إحتاج الأمر أن تشن مصر عليها حربين إحداهما عسكرية والثانية سلمية حتي تسترد مصر سيناء! أول وزارة صحة أنشئت بالصدفة وأحكي لك عن أول وزارة صحة فحتي أبريل1936 لم تكن مصر قد عرفت وزارة الصحة رغم أن الوزارات المصرية بدأت منذ28 أغسطس1878 وكان أول وزارة وإسمها في ذلك الوقت نظارة برياسة نوبار باشا. وقد توالي تشكيل الوزارات حتي بلغ عددها69 وزارة من تاريخ أول وزارة في عهد الخديو إسماعيل إلي آخر وزارة برياسة نجيب الهلالي باشا يوم22 يوليو52 ولم تستمر سوي يومين وقامت عليها ثورة يوليو52. وحتي الوزارة رقم45 التي كان يرأسها علي ماهر باشا لم تكن هناك وزارة صحة. وكانت هذه أول مرة يتولي فيها علي ماهر رئاسة الوزارة بتكليف من الملك فؤاد في30 يناير1936. وقد ضمت الوزارة11 وزارة تولاها8 وزراء بما فيهم رئيس الوزراء فقد إحتفظ عل,والمعارف العمومية( التعليم) والمواصلات والجارة والصناعة, والمالية, والزراعة, والحربية. كان الملك فؤاد في ذلك الوقت في أواخر أيامه عندما إشتد عليه المرض وتعرض لنوبات غيبوبة من مرض السكر. وعقب إفاقته من غيبوبة دخل فيها فتح عينيه فوجد أمامه الدكتور محمد شاهين ساهرا علي رعايته فإبتسم في وجهه وقال له: ممنون لك يامعالي الوزير. ولما كان ماينطق به الملك من ألقاب يوجهها للآخرين تعتبر أوامر فقد إعتبر مناداته محمد شاهين بلقب معالي الوزير امرا بأن يكون وزيرا. ولما كان محمد شاهين باشا في ذلك الوقت يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية للشئون الصحية فقد تم تعيينه وزيرا للصحة في العاشر من أبريل1936 وكانت هذه اول مرة تعرف مصر فيها وزارة الصحة. ومن المفارقات أن شاهين باشا أصابه المرض بعد أقل من أسبوع من تعيينه ونقل للعلاج, وفي يوم16 أبريل قرر مجلس الوزراء أن يتولي علي ماهر باشا وزارة الصحة خلال فترة مرض شاهين باشا إلي جانب رئاسة الوزارة ووزارتي الداخلية والخارجية. وفي نفس الشهر يوم28 أبريل الملك فؤاد, ولما كان إبنه فاروق في السادسة عشرة فقد تم تشكيل هيئة وصاية إستمرت15 شهرا ونودي بفاروق ملكا للبلاد علي أساس أنه أتم18 عاما هجرية. وقد تولي مصطفي النحاس باشا رئاسة الوزارة بعد علي ماهر نتيجة فوز حزب الوفد في الإنتخابات التي جرت في فترة هيئة الوصاية, وفي هذه الوزارة إحتفظ النحاس باشا لنفسه بوزارتي الداخلية والصحة. وقد كان مفهوما إحتفظه بوزارة الداخلية التي تعتبر من أهم الوزارات أما أن يحتفظ أيضا بوزارة الصحة فلم يكن له مدلول سوي عدم اهمية هذه الوزارة إلي الحد التي يعين لها وزير متخصص. إلا أنه سرعان ماتبين للنحاس باشا أهمية الصحة وهو مايوضحه أنه بعد تولي فاروق أعاد النحاس باشا تشكيل الوزارة متضمنة تعيين عبد الفتاح الطويل باشاوقد كان من كبار رجال الوفد وزيرا للصحة ويعتبر بالفعل أول وزير صحة. وعلي مر السنوات تأكدت أهمية هذه الوزارة التي أنشئت بمنطوق عابر. المزيد من أعمدة صلاح منتصر