منذ أكثر من 50 عاما قدمت الإذاعة المصرية مجموعة من الاعمال الدرامية التى لازالت عالقة فى الاذهان منها على سبيل المثال لا الحصر عوف الأصيل وعواد باع أرضه والسلطانية وفى الاخيرة تحكى قصة الرجل البسيط المعدوم الذى هرب من الفقر والحاجة وضيق ذات اليد وركب المركب الى بلاد الله سعيا وراء لقمة العيش, وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث الامواج العاتية ودمرت المركب 600 حتة. وطلب الرئيس من كل واحد القذف فى الماء ولم يجد "مرزوق" سوى السلطانية فوضها فوق راسة وظل يصارع الامواج حتى وصل الى البر فوجد قوما لا يعرفون لغته وقالوا له عدو ولا حبيب قال حبيب طبعا وقدم السلطانية دليل المحبة فقدموا له الهدايا والأموال وعاد الرجل محمل بالخيرات فالله اعطى الرجل لأنة رضى بالقليل, وفى قلبه قناعة بما قسم له, وعلى النقيض تماما دخل الجشع والطمع قلب الرجل الثرى الذى اراد ان يحبس الفقير لأنة لم يسدد الدين الى علية فقال فى نفسه "اذا كانت السلطانية جلبت لمزورق كل هذه الخيرات فالله لا جمع لهم كل ما املك, وعندما ذهب محملا بالخيرات عاد بالسلطانية فالقناعة كنز لا يفنى". وفى كتاب "كليلة ودمنة" يقول المؤلف فى احدى القصص بأن الاسد ملك الغابة تركها لأنة وجد القرد يحكم والحمار يفك فما هو اصل الحكاية كما يحكى المؤلف بأن القرد جاء يوما للأسد ملك الغابة وقال له كل الحيوانات تسخر منى وتضحك على واريد ان اثبيت لهم بأنى قوى وطلب من الاسد ان يربطه فى الشجرة حتى تري كل الحيوانات انى ربطت الاسد فيعملوا لي الف حساب وبحسن نية وافق الاسد فما ان شاهدت الحيوانات الاسد مربوط حتى عملوا للقرد الف حساب وطلب الاسد من القرد ان يفى بالوعد ويفكه, فقال له القرد افكك لكى تاكلنى وتركة مربوط حتى مر الحمار بالصدفة فوجد الاسد مربوط فقام بفك الاسد وهنا قال الاسد عبارته الشهيرة لن اعيش في بلدا ربط القرد فيها الاسد وفكه الحمار. انظروا إلي تلك القصتين وما يجري على الساحة الان فهل تريدون منا الرحيل كالأسد وهذا لن يحدث ابدا وسنموت علي تراب هذه الارض لانها مذكورة في القران الكريم "اهبطوا مصر فأن لكم فيها ما سألتم" فهل نجد على هذه الارض الطبية اناس يخافون الله ويرعون ضمائرهم بدلا من الصراع على السلطة والمال ويحاربون الفساد وتعود السماحة والاخلاق الطبية الى شعبنا والتى عرف بها منذ الاف السنيين فهل من مجيب! [email protected] المزيد من مقالات حسين غيته