الشجار بين الأطفال الإخوة قد نحسبه شيئا مزعجا خاصة مع تكراره اليومى ولأسباب تافهة.. وقد يعتقد البعض أن شجار الأبناء يولد العداوة بينهم ولكن الأمر عكس ذلك تماما. كما يؤكد د.محمد سمير عبد الفتاح أستاذ الطب النفسى ويقول إنه أمر طبيعى ويشكل جزءا مهما فى نمو شخصية الطفل وتطورها، فهو ينمى عنده قدرة التفاوض، وقبول مبدأى الخسارة والربح واختبار قدرته على نيل حقوقه مع أخذ حقوق الغير فى الاعتبار، وكلها أمور تساعده على الانفتاح على المجتمع خارج إطار العائلة، ففى المدرسة مثلا سوف يقابل نماذج مختلفة من الأصدقاء يشكلون بالنسبة إليه مصدرا للمنافسة، وعموما الشجار هو أحد مظاهر المنافسة التى تجرى بين الإخوة والتى لها حسناتها، فهى تحفز الطفل على تحسين أدائه فى معظم الأمور، فعندما يلعب الشقيقان ويخسر أحدهما يحاول الخاسر التفكير فى تحسين أدائه فى اللعب ومعرفة نقاط ضعفه والعمل على التخلص منها.يرى د.محمد سمير أن هناك أسبابا عديدة للتنافس بين الإخوة منها تقارب السن وانتماؤهم إلى النوع نفسه، أى أن التنافس بين الشقيقين الذكرين يكون أقوى منه بين الولد والبنت، كذلك مقارنة الأهل بين الإخوة، لأنها تحول علاقة المنافسة بينهم إلى غيرة تصل إلى حد الكراهية مما يكثر الخلافات بينهم أو محاولة أحدهم فرض رأيه على آخر، أو الاستيلاء على لعبة تخص أخاه، فالأسباب التى تدفع الإخوة إلى الشجار كثيرة، وهذا شىء طبيعى مادام لا ينتج عنه أذى جسدى أو معنوى لذلك عندما ترتفع وتيرة الشجار بين الأبناء إلى درجة الضرب أو الشتائم يجب على الأم التدخل وإنهاء الخلاف إما بإلزام كل واحد منهم بالدخول فى غرفته، أو بالتحدث إليهم بحزم كأن تقول لهم إن الضرب والشتيمة ممنوعان.وينصح الأسرة بعدم التدخل مباشرة عند حدوث شجار بين الإخوة، لأنهم قادرون على حل مشكلاتهم بأنفسهم بعد فترة قصيرة، والتدخل الفورى يمنعهم من التفكير فى ذلك لأنهم لم يتركوا لهم الوقت الكافى، وهذا قد ينتج عنه نشوبه مرة ثانية.. كذلك عدم الانحياز إلى أحد الأشقاء فى أثناء الشجار لأنه من المعروف أن الأهل عن غير قصد يفضلون ولدا على آخر، حتى وإن كانوا يعاملون أبناءهم بشكل عادل، غير أن الطفل عموما يشعر بما يخفيه أهله، فمثلاً عندما يتشاجر مع شقيقه وتحاول الأم التدخل بشكل موضوعى سوف يلاحظ أنها تفضل شقيقه عليه من خلال نظرتها أو دفاعها عن أخيه أو ردة فعلها العفوية حتى ولو أظهرت عكس ذلك.ولتقوية العلاقات بين الإخوة يجب على الأهل أن يتحدثوا عن اللحظات الجميلة مع أبنائهم بدلا من التحدث عن الشجار الذى يحدث بينهم خاصة أن لحظات الوفاق التى يمضونها مدتها أطول جدا من فترة الشجار الذى يميل الأهل للحديث عنها دائما، يفضل تقوية السلوك الجيد لدى الطفل خاصة أن اختلاف الأبناء فى الطباع أمر طبيعى، فهناك المطيع والمعارض والمنظم والفوضوى، وهذا الاختلاف فى الشخصية يكون أحد أسباب الخلافات التى تنشب بين الإخوة، لذا يجب على الأهل أن ينظروا إلى الأمور الجيدة فى سلوك كل واحد منهم وبلورته . وينبه الأم إلى عدم الدخول فى لعبة الشهود لأنها قد تتورط فى مشكلة يستطيع الأبناء حلها، خاصة أن الأبناء يميلون أحيانا عند حدوث نزاع بينهم إلى إشراك الأم فى خلافاتهم من خلال طلب شهادتها لمعرفة الحقيقة، فتكون النتيجة أن يشعر أحدهم بالانحياز. وأخيرا ينصح د. سمير الأم أن تنبه أطفالها الى الاهتمامات المشتركة بينهم فربما يكون لهم مهارات يمكن أن تجمع بينهم بدلا من تذمرها من الشجارات اليومية بينهم.