فى مثل هذا اليوم وقف المصطفى عليه الصلاة والسلام على جبل الرحمة فى عرفات وترك لأمته أعظم الوصايا التى حملتها رسالته لتكون هداية ومنارة لكل البشر..كانت هى خطبة الوداع وقد نزل فيها قول الله سبحانه وتعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا يومها اوصى الرسول.. أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذى هو خير..اسمعوا منى أبين لكم فإنى لا أدرى لعلى لا ألقاكم بعد عامى هذا فى موقفى هذا.. إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا..ألا قد بلغت اللهم فاشهد..فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.. إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق.. فأتقوا الله فى النساء واستوصوا بهن خيرا.. إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفس منه.. فلا ترجعوا بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض فإننى قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى كتاب الله وسنة نبيه.. إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أن أكرمكم عند الله اتقاكم وليس لعربى فضل إلا بالتقوى..ألا قد بلغت اللهم فاشهد.. قالوا نعم.. قال فليبلغ الشاهد الغائب.. هذا ما قاله المصطفى ذات يوم وهو يلقى كلمته الأخيرة فى حشود المسلمين فى عرفات..وصايا حين عمل بها المسلمون كانوا أسياد الأرض وصناع الحضارة ومشاعل النور والإنسانية وحين تخلوا عنها ضاعوا فى آفاق الكون تخلفا وجهلا..لم يترك شيئا إلا وبينه للناس..إن ربكم واحد وإن اباكم واحد وكلكم لآدم وادم من تراب أن أكرمكم عند الله اتقاكم آلا قد بلغت اللهم فاشهد.. يارب فى هذا اليوم المبارك وحد صفوفنا على طاعتك واجمع على الحق كلمتنا واجعل لنا فى هذا اليوم مخرجا من ظلمات اليأس إلى أنوار الحكمة ولا تحاسبنا على ما فرطنا فيه فى حق ديننا وأوطاننا ورسولنا الكريم.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة