الزاهد الجليل إبراهيم بن أدهم كان والده من أغنى أغنياء خراسان وأحد ملوكها، ففتح إبراهيم عينيه على الحياة ليجد الثراء يحيط به من كل جانب ، فعاش حياة الترف والنعيم ..يأكل ما يشاء من أطيب الطعام ويمتلك أحسن الجياد.. ولا يرتدى سوي الثياب الفخمة. وذات يوم خرج ابن ادهم راكبًا فرسه ليمارس هوايته فى الصيد وأخذ يبحث عن فريسة يصطادها وبينما هو كذلك إذ سمع نداء من خلفه يقول له: (يا إبراهيم ليس لهذا خلقت .. ولا بهذا أمرت) فوقف يبحث عن مصدر هذا الصوت فلم ير أحدًا.. فشعر بقشعريرة تسرى فى جسده جعلته يقول: "والله لن أعصي الله بعد يومي هذا ،ما عصمني ربي". وكانت هذه هي اللحظة الفارقة في حياة إبراهيم بن أدهم ، فبعد أن رجع إلى أهله ترك علي الفور حياة الترف والنعيم ورحل إلى بلاد الله الواسعة ليطلب العلم وليمارس الزهد قولا وعملاً ولينعم بالورع والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.. ولم يكن متواكلاً يتفرغ للعبادة والزهد فقط ويعيش عالة على غيره، بل كان يأكل من عمل يده.. فكان بحق مستجاب الدعاء. والآن ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان الذي تبدأ غداً أولى أيامه ولياليه المباركة ،هل نعتبر هذا الشهر المبارك نقطة التحول فى حياتنا ونتوقف أمام أنفسنا ونفتش بداخلنا عن طاقة نور ربما تكون هي فرصتنا الحقيقية لإعادة النظر فيما نحن فيه الآن ،وتصبح هى نقطة الانطلاق الحقيقية فى رحلتنا الإيمانية قاصدين رضاء الله. أم سنظل نعيش حياتنا هكذا ب "الطول والعرض" وننتظر سماع الصوت الذى قد يفيقنا من غفلتنا ؟.. ولكن الخوف كل الخوف أن يتأخر وصول هذا الصوت أو نكون فى انتظار ما لا يجيئ !!